@ 176 @ إبراهيم على مثل حالهم أيام السلطان أبي عنان المريني ومن بعده إلى أن كانت الفتنة بالمغرب بعد مهلك السلطان أبي سالم المريني واستولى على المغرب أخوه السلطان عبد العزيز وأقطع ابنه ناحية مراكش فكان إبراهيم بن عطية هذا معه .
ولما تقبض على أبي الفضل تقبض على مبارك المذكور وأودع السجن إلى أن غلب السلطان عبد العزيز على عامر بن محمد الهنتاتي وقتله فقتل معه مبارك بن إبراهيم هذا لما كان يعرف به من صحبته ومداخلته في الفتن كما يذكر في أخبار بني مرين وولي ابنه محمد بن مبارك على قبيل الخلط .
قال ابن خلدون إلا أن الخلط اليوم دثرت كأن لم تكن بما أصابهم من الخصب والترف منذ مائتين من السنين بذلك البسيط الأفيح زيادة على العز والدعة فأكلتهم السنون وذهب بهم الترف والله غالب على أمره أه .
ولما انقرضت الدولة المرينية من المغرب وجاءت دولة الشرفاء السعديين وقام منهم أبو عبد الله محمد الشيخ المعروف بالمهدي انحاشت الخلط إليه وأظهروا الخدمة والنصيحة وغلب محمد الشيخ المذكور على فاس وأخرج أبا حسون الوطاسي عنها فذهب أبو حسون المذكور إلى دولة الترك بالجزائر واستنصر بهم على السعديين فلبوا دعوته وقدم معه منهم عسكر جرار إلى فاس فأخرجوا محمد الشيخ السعدي عنها بعد حروب عظيمة جرت الخلط هؤلاء عليه فيها الهزيمة فلما استقل بالأمر محمد الشيخ المذكور خلع الخلط من الجندية ووظف عليهم الخراج ومحا اسمهم من ديوان الخدمة ونقل أعيانهم إلى مراكش واتخذهم رهائن عنده .
ولم يزل الأمر كذلك إلى دولة السلطان أبي العباس أحمد المنصور