@ 161 @ أبي يوسف يعقوب ابن السيد أبي حفص عمر بن عبد المؤمن فلقيهم ابن غانية في جموعه فانتصر عليهم وانهزم الموحدون وقبل جماعة من وجوههم وأسر علي بن الروبرتير في آخرين وامتلأت أيدي العرب من أثاثهم وأسلابهم .
ووصل سرعان الناس إلى المنصور وهو بتونس فنهض إليهم في الحال ونزل القيروان ثم أغذ السير إلى الحامة فالتقى الجمعان وأنشبوا الحرب فكانت الهزيمة على ابن غانية وأحزابه وأفلت من المعركة بذماء نفسه ومعه خليله قراقوش وأتى القتل على أكثرهم .
ثم صبح المنصور مدينة قابس وكانت في يد قراقوش فافتتحها ونقل من كان بها من حرم ابن غانية وذويه في البحر إلى تونس وثنى العنان إلى توزر فافتتحها وقتل من وجد بها ثم إلى قفصة فنازلها أياما حتى نزلوا على حكمه فقتل من كان بها من الحشود وهدم سورها واستبقى أهلها وجعل أملاكهم بأيديهم على حكم المساقاة .
ولما فرغ من أمر قفصة نهض إلى عرب إفريقية ففتك بهم واستباح حللهم وأموالهم وشردهم في كل وجه ثم بعد ذلك جاؤوه تائبين خاضعين فنقل أهل الفتنة والخلاف منهم إلى المغرب الأقصى ورجع إلى مراكش فدخلها في رجب سنة أربع وثمانين وخمسمائة $ الخبر عن انتقال العرب من جزيرتهم إلى ارض إفريقية ثم منها إلى المغرب الأقصى والسبب في ذلك $ .
أعلم أن أرض إفريقية والمغرب لم تكن للعرب بوطن في الأيام السالفة لا في الجاهلية ولا في صدر الإسلام وإنما كان المغرب وطنا لأمة البربر خاصة لا يشاركهم فيه غيرهم .
ولما جاءت الملة الإسلامية وأظهرها الله على الدين كله زحفت جيوش