@ 160 @ .
وحكى ابن أبي زرع في استيلاء ابن غانية على بجاية وجها آخر قال دخل الميورقي وهو علي بن إسحاق المذكور مدينة بجاية يوم الجمعة السادس من شعبان سنة ثمانين وخمسمائة والناس في صلاة الجمعة .
وكان أبواب المدن قبل ذلك لا تغلق وقت صلاة الجمعة فارتقب ابن غانية الناس حتى أحرموا بصلاة الجمعة ثم اقتحم عليهم المدينة وعمد إلى الجامع الأعظم وأدار به الخيل والرجل فمن بايعه خلى سبيله ومن توقف عن بيعته ضرب عنقه قال وأقام بها سبعة أشهر ثم استرجعت من يده قال ومن ذلك اليوم اتخذ الناس غلق أبواب المدن يوم الجمعة وقت الصلاة والله أعلم .
ثم استولى علي بن إسحاق على الجزائر ثم على مازونة ثم على مليانة ثم على القلعة ثم نازل قسنطينة فامتنعت عليه .
واتصل الخبر بالمنصور فسرح السيد أبا زيد بن أبي حفص بن عبد المؤمن وعقد له على حرب ابن غانية وعقد لمحمد بن إبراهيم بن جامع على الأساطيل وإلى نظره أبو محمد بن عطوش وأحمد الصقلي فوصل السيد أبو زيد إلى أفريقية وشرد ابن غانية عنها إلى الصحراء في أخبار طويلة .
ثم عاود ابن غانية الإجلاب على بلاد إفريقية وظاهره على ذلك قراقوش الغزي من موالي السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب الكردي صاحب مصر وكان قد تغلب على طرابلس وما والاها .
وبلغ المنصور أن ابن غانية قد استولى على قفصة فنهض بنفسه من حضرة مراكش ثالث شوال سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة ووصل إلى فاس فأراح بها ثم سار إلى رباط تازا ثم سار على التعبية إلى تونس .
وجمع ابن غانية من إليه من الملثمين والعرب وجاء معه قراقوش الغزي صاحب طرابلس فسرح إليهم المنصور مقدمة من جيشه لنظر السيد