@ 154 @ الأندلس أمناءه وقدمهم للإحتشاد فعقد لابنه السيد أبي زيد على غرناطة ولابنه السيد أبي عبد الله على مرسية ونهض سنة تسع وسبعين وخمسمائة .
وفي القرطاس كان خروجه من مراكش في التاريخ المذكور على باب دكالة قال برسم غزو إفريقية فلما وصل إلى سلا أتاه أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جامع من إفريقية فأعلمه بهدوئها وسكونها فصرف عزمه إلى الأندلس فنهض من سلا ضحوة يوم الخميس الموفي ثلاثين من ذي القعدة من السنة المذكورة فنزل بظاهرها وبات هناك ثم نهض يوم الجمعة الموالي له فوصل إلى مكناسة يوم الأربعاء السادس من ذي الحجة فعيد بها عيد الأضحى خارجها ثم ارتحل إلى فاس فدخلها وأقام بها بقية الشهر .
ثم دخلت سنة ثمان وخمسمائة ففي اليوم الرابع بها نهض من فاس وسار حتى انتهى إلى سبتة فأقام بها بقية الشهر المحرم وأمر الناس بالجواز إلى الأندلس فجازت قبائل العرب أولا ثم قبائل زناتة ثم المصامدة ثم مغراوة وصنهاجة وأوربة وأصناف البربر ثم عبرت جيوش الموحدين والأغزاز والرماة فلما استكمل الناس الجواز عبر هو في آخرهم في الحاشية والعبيد .
وكان جوازه يوم الخميس خامس صفر من السنة المذكورة فنزل بجبل الفتح ثم ارتحل منه إلى الجزيرة الخضراء ثم سار إلى إشبيلية فلما أشرف عليها يوم الجمعة الثالث والعشرين من صفر خرج إليه ولده السيد أبو إسحاق ومعه فقهاء إشبيلية وأشياخها فبعث إليهم يأمرهم بالوقوف بآخر المنية حتى يصل إليهم فلما صلى الظهر وركب اجتاز بهم فلما دنا منهم نزلوا عن دوابهم فوقف لهم حتى سلموا عن آخرهم وركبوا .
ثم نهض إلى غزو مدينة شنترين من بلاد غرب الأندلس فانتهى إليها في السابع من ربيع الأول فنزل عليها وأدار به الجيوش وشدد عليها في