@ 148 @ $ ثورة سبع بن منغفاد بجبال غمارة $ .
وفي سنة إحدى وستين وخمسمائة ثار سبع بن منغفاد وسماه ابن أبي زرع يوسف بن منغفاد بجبل تيزيران من بلاد غمارة وعظمت الفتنة في قبائلها وجاذبهم فيها جيرانهم من صنهاجة فبعث إليهم أمير المؤمنين يوسف بن عبد المؤمن عساكر الموحدين إلى نظر الشيخ أبي حفص الهنتاتي ثم تعاظمت فتنة غمارة وصنهاجة فخرج إليهم أمير المؤمنين بنفسه وأوقع بهم واستأصلهم وقتل سبع بن مغفاد وحمل رأسه إلى مراكش وانحسم داؤهم وعقد يوسف لأخيه السيد أبي علي الحسن على سبتة وسائر بلادهم .
وفي سنة ثلاث وستين اجتمع الموحدون على تجديد البيعة ليوسف بن عبد المؤمن واللقب بأمير المؤمنين وذلك في جمادى الآخرة منها وخاطب العرب بإفريقية يستدعيهم إلى الغزو ويحرضهم وكتب إليهم في ذلك بقصيدة ورسالة مشهورة بين الناس فكان من احتفالهم ووفودهم عليه ما هو معروف .
وفي سنة أربع وستين بعدها وفد عليه أهل الأمصار من إفريقية والمغرب والأندلس القضاة والفقهاء والخطباء والشعراء والأشياخ والأعيان برسم التهنئة والمطالعة بأحوال بلادهم فوصلت الوفود إلى مراكش فدخلوا عليه وهنؤوه بالخلافة ووصل الجميع كل على قدره وأوصاهم بما اقتضاه الحال وكتب لهم الظهائر بمطالبهم وإصلاح شؤونهم وانصرفوا شاكرين .
وفي هذه السنة أيضا بعث أمير المؤمنين الشيخ أبا حفص الهنتاتي في جيوش الموحدين إلى الأندلس لاستنقاذ بطليوس من حصار العدو واحتفل أمير المؤمنين في ذلك فلما انتهوا إلى إشبيلية بلغه أن الموحدين وأهل بطليوس هزموا العدو وأسروا قائد جيشه فسار الشيخ أبو حفص إلى قرطبة