@ 149 @ .
وفي سنة خمس وستين بعدها وجه يوسف بن عبد المؤمن أخاه السيد أبا حفص إلى الأندلس برسم الجهاد فعبر البحر من قصر المجاز إلى طريف في عشرين ألفا من الموحدين والمتطوعة فدخلوا بلاد العدو وبعث السيد أبو حفص أخاه السيد أبا سعيد إلى بطليوس فعقد الصلح مع الطاغية ابن أذفونش وهو يومئذ أعظم ملوك فرنج الجزيرة وانصرف ونهضوا جميعا إلى مرسية ومعهم إبراهيم بن همشك كان من قواد ابن مردنيش فنزع عنه إلى الموحدين فحاصروا ابن مردنيش الثائر بمرسية وأعمالها واستولوا على أكثر بلاده واتصل الخبر بالخليفة بمراكش وقد خف إلى الجهاد .
وفي سنة ست وستين أمر أمير المؤمنين يوسف بن عبد المؤمن ببناء قنظرة تانسيفت وكان الشروع في بنائها يوم الأحد ثالث صفر من السنة المذكورة $ الجواز الأول لأمير المؤمنين يوسف بن عبد المؤمن إلى الأندلس بقصد الجهاد $ .
لما اتصل بأمير المؤمنين يوسف بن عبد المؤمن ما اتفق لشقيقه السيد أبي حفص من الاستيلاء على غالب بلاد ابن مردنيش وظهور المسلمين على عدوهم بها وكان بعض ملوك الفرنج بها لم يزالوا يشغبون على المسلمين بالغارات على أطراف بلادهم تاقت نفسه إلى العبور إلى بلاد الأندلس بقصد إصلاح حالها وجهاد العدو بها وقد توافدت لديه وهو بمراكش جموع العرب من إفريقية صحبة السيد أبي زكريا صاحب بجاية والسيد أبي عمران صاحب تلمسان .
وكان يوم قدومهم عليه يوما مشهودا فاعترضهم وسائر عساكرهم