@ 83 @ الأشعرية في تأويل المتشابه وينكر عليهم جمودهم على مذهب السلف في إقراره كما جاء ويرى أن الجمهور لقنوه تجسيما ويذهب إلى تكفيرهم بذلك على أحد قولي الأشعرية في التكفير فأغروا الأمير به فأحضره للمناظرة معهم فكان له الفلج والظهور عليهم .
وقال ابن خلكان كان محمد المهدي قد استدنى أشخاصا من أهل المغرب جلادا في القوى الجسمانية أغمارا وكان أميل إلى الأغمار من أولي الفطن والإستبصار فاجتمع له منهم ستة نفر سوى أبي محمد البشير ثم أنه رحل إلى أقصى المغرب وتوجه في أصحابه إلى مراكش وملكها يومئذ أبو الحسن علي بن يوسف بن تاشفين وكان ملكا عظيما حليما ورعا عادلا متواضعا وكان بحضرته رجل يقال له مالك بن وهيب الأندلسي وكان عالما صالحا زاد ابن خلدون عارفا بالنجوم فشرع محمد المهدي في الإنكار على جري عادته حتى أنكر على ابنة الملك فبلغ خبره الملك وأنه يتحدث في تغيير الدولة فتحدث مع مالك بن وهيب في أمره فقال مالك بن وهيب نخاف من فتح باب يعسر علينا سده والرأي أن تحضر هذا الشخص وأصحابه لنسمع كلامهم بحضور جماعة من علماء البلاد فأجاب الملك إلى ذلك .
وكان المهدي وأصحابه مقيمين في مسجد خراب خارج البلد فطلبوهم فلما ضمهم المجلس قال الملك لعلماء بلده سلوا هذا الرجل ما يبغي منا فانتدب له قاضي المرية واسمه محمد بن أسود فقال ما هذا الذي يذكر عنك من الأقوال في حق الملك العادل الحليم المنقاد إلى الحق المؤثر طاعة الله تعالى على هواه فقال له المهدي أما ما نقل عني فقد