@ 82 @ علما وشرفا قال قد وجدت علما وشرفا وذكرا أصحبني تنله فوافقه على ذلك فألقى إليه محمد بأمره وأودعه سره .
قال ابن خلدون وارتحل المهدي إلى المغرب وعبد المؤمن في جملته ولحق بوانشريس فصحبه منها أبو محمد عبد الله الوانشريسي المعروف بالبشير .
وقال ابن خلكان وكان جميلا فصيحا في لغتي العرب والبربر ففاوضه المهدي فيما عزم عليه من القيام فوافقه على ذلك أتم موافقة وكان البشير ممن تهذب وقرأ فقها فتذاكرا يوما في كيفية الوصول إلى المطلوب فقال المهدي للبشير أرى أن تستر ما أنت عليه من العلم والفصاحة عن الناس وتظهر من العجز واللكن والحصر والتعري عن الفضائل ما تشتهر به عند الناس لنتخذ الخروج عن ذلك واكتساب العلم والفصاحة دفعة واحدة سبيلا إلى المطلوب ويقوم لنا ذلك مقام المعجزة عند حاجتنا إليه فنصدق فيما نقول ففعل البشير ذلك .
ثم لحق المهدي بتلمسان وقد تسامع الناس بخبره فأحضره القاضي بها وهو ابن صاحب الصلاة ووبخه على منتحله ذلك وعلى خلافه لأهل قطره وظن القاضي أن من العدل نزعه عن ذلك فصم عن قوله واستمر على طريقه إلى فاس فنزل بمسجد طريانة وأقام بها يدرس العلم إلى سنة أربع عشرة وخمسمائة ثم انتقل إلى مكناسة فنهى بها عن بعض المنكرات فثار إليه الغوغاء وأوجعوه ضربا ثم لحق بمراكش وأقام بها آخذا في شأنه ولقي بها أمير المسلمين علي بن يوسف بالمسجد الجامع عند صلاة الجمعة فوعظه وأغلظ له في القول ولقي ذات يوم أخت أمير المسلمين حاسرة قناعها على عادة قومها الملثمين في زي نسائهم فوبخها ودخلت على أخيها باكية لما نالها من تقريعه ففاوض أمير المسلمين الفقهاء في شأنه بما وصل إليه من سيرته وكانوا قد ملئوا منه حسدا وحفيظة لما كان ينتحل من مذهب