@ 81 @ ومنعة فآووه وأجاروه وطلبهم السلطان صاحب بجاية بإسلامه إليه فأبوا وأسخطوه وأقام بينهم يدرس العلم أياما وكان يجلس إذا فرغ على صخرة بقارعة الطريق قريبا من ديار ملالة وهناك لقيه كبير أصحابه عبد المؤمن بن علي حاجا مع عمه فأعجب بعلمه وصرف عزمه إليه فاختص به وشمر للأخذ عنه .
وفي كتاب المعرب عن سيرة ملوك المغرب أن المهدي كان قد اطلع على كتاب يسمى الجفر من علوم أهل البيت يقال إنه عثر عليه عند الشيخ أبي حامد الغزالي رضي الله عنه وإنه رأى فيه صفة رجل يظهر بالمغرب الأقصى بمكان يسمى السوس وهو من ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله يكون مقامه ومدفنه بموضع من المغرب يسمى باسم هجاء حروفه ت ي ن م ل ل ورأى فيه أيضا أن استقامة ذلك الأمر واستيلائه وتمكنه يكون على يد رجل من أصحابه هجاء اسمه ع ب د م و م ن ويجاوز وقته المائة الخامسة للهجرة فأوقع الله سبحانه في نفسه أنه القائم بهذا الأمر وأن أوانه قد أزف فما كان محمد يمر بموضع إلا ويسأل عنه ولا يرى أحدا إلا أخذ اسمه وتفقده حليته .
وكانت حلية عبد المؤمن معه فبينما هو في الطريق رأى شابا قد بلغ أشده على الصفة التي معه فقال له محمد بن تومرت وقد تجاوزه ما اسمك يا شاب فقال عبد المؤمن فرجع إليه وقال له الله أكبر أنت بغيتي ونظر في حليته فوافقت ما عنده فقال له من أين أقبلت قال من كومية قال أين مقصدك فقال المشرق قال ما تبغي قال