@ 72 @ فوجد من الغد بإزاء البحر ميتا فاحتز رأسه وحمل إلى تينملل فعلق على شجرة هناك وذلك بعد ملازمة الحرب مع الموحدين في البيداء لم يأو إلى ظل قط من يوم بويع إلى أن مات وكانت مدة ولايته سنتين وشهرا ونصف شهر .
وقال ابن خلكان لما تيقن تاشفين بن علي أن دولتهم ستزول أتى مدينة وهران وهي على البحر وقصد أن يجعلها مقره فإن غلب على الأمر ركب منها إلى الأندلس وكان في ظاهر وهران ربوة على البحر تسمى صلب الكلب وبأعلاها رباط يأوي إليه المتعبدون وفي ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان سنة تسع وثلاثين وخمسمائة صعد تاشفين إلى ذلك الرباط ليحضر الختم في جماعة يسيرة من خواصه وكان عبد المؤمن بجمعه في تاكرارت وهي وطنه واتفق أنه أرسل منسرا من الخيل إلى وهران فوصلوها في اليوم السادس والعشرين من رمضان ومقدمهم الشيخ أبو حفص عمر بن يحيى صاحب المهدي فكمنوا عشية وأعلموا بانفراد تاشفين في ذلك الرباط فقصدوه وأحاطوا به وأحرقوا بابه فأيقن الذين فيه بالهلاك فخرج راكبا فرسه وشد الركض عليه ليثب الفرس النار وينجو فترامى الفرس نازيا لروعته ولم يملكه اللجام حتى تردى من جرف هنالك إلى جهة البحر على حجارة في محل وعر فتكسر الفرس وهلك تاشفين في الوقت وقتل الخواص الذين كانوا معه وكان عسكره في ناحية أخرى لا علم لهم بما جرى في ذلك الليل وجاء الخبر بذلك إلى عبد المؤمن فوصل إلى وهران وسمي ذلك الموضع الذي فيه الرباط صلب الفتح ومن ذلك الوقت نزل عبد المؤمن من الجبل إلى السهل ثم توجه إلى تلمسان وهي مدينتان قديمة وحادثة بينهما شوط فرس ثم توجه إلى فاس فحاصرها واستولى عليها سنة أربعين وخمسمائة ثم قصد مراكش سنة إحدى وأربعين بعدها فحاصرها أحد عشر شهرا وفيها إسحاق بن علي بن يوسف بن تاشفين