@ 71 @ وبعسكره وكان الموحدون قد قتلوا قبل ذلك الروبرتير قائد تاشفين على الروم وقتلوا عسكره في بعض الغارات ثم فتكوا بعسكر ثالث من عساكر تاشفين ونالوا منه أعظم النيل .
وفي القرطاس زحف المرابطون لقتال الموحدين فنهاهم تاشفين فلم ينتهوا وتعلقوا في الجبل لقتالهم فهبط عليهم الموحدون فهزموهم هزيمة شنعاء .
ولما توالت هذه الوقائع على تاشفين أجمع الرحلة إلى وهران فبعث ابنه إبراهيم ولي عهده إلى مراكش في جماعة من لمتونة وبعث كاتبا معه أحمد بن عطية ورحل هو إلى وهران سنة تسع وثلاثين وخمسمائة فأقام عليها شهرا ينتظر قائد أسطوله محمد بن ميمون إلى أن وصل إليه من المرية بعشرة أساطيل فأرسى قريبا من معسكره وزحف عبد المؤمن من تلمسان وبعث في مقدمته الشيخ أبا حفص عمر بن يحيى فقدموا وهران وفضوا جموع المرابطين الذين بها ولجأ تاشفين إلى رابية هناك فأحدقوا بها وأضرموا النيران حولها حتى إذا غشيهم الليل خرج تاشفين من الحصن راكبا على فرسه فتردى من بعض حافات الجبل وهلك لسبع وعشرين من رمضان سنة تسع وثلاثين وخمسمائة ونجا فل العسكر إلى وهران فانحصروا مع أهلها حتى جهدهم العطش ونزلوا جميعا على حكم عبد المؤمن يوم عيد الفطر من السنة المذكورة فأتى عليهم القتل رحمهم الله .
وقال في القرطاس إن تاشفين بن علي خرج ذات ليلة وهو بوهران ليضرب في محلة الموحدين فتكاثرت عليه الخيل والرجل ففر أمامهم وكان بجبل عال مشرف على البحر فظن أن الأرض متصلة به فأهوى من شاهق بإزاء رابطة وهران فمات رحمه الله وكان ذلك في ليلة مظلمة ممطرة وهي ليلة السابع والعشرين من رمضان من السنة المذكورة آنفا