@ 68 @ فجاز معه خلق كثير من المرابطين والمتطوعة من العرب وزناتة والمصامدة وسائر قبائل البربر فوصل بجيوشه إلى قرطبة ونزل خارجها وأتته وفود الأندلس للسلام عليه فسألهم عن أحوال بلادهم وثغورهم بلدا بلدا فعرفوه بما كان .
وعزل القاضي أبا الوليد بن رشد عن قضاء قرطبة وولى مكانه أبا القاسم بن حمدين ويقال إنما عزل ابن رشد لأنه استعفاه وكان قد اشتغل بتأليف البيان والتحصيل .
ثم سار أمير المسلمين حتى نزل على مدينة شنتمرية ففتحها عنوة وسار في بلاد الفرنج يقتل ويسبي ويقطع الثمار ويخرب القرى والديار حتى دوخ بلاد غرب الأندلس وفر أمامه الفرنج وتحصنوا بالمعاقل المنيعة .
وفي سنة خمس عشرة وخمسمائة عاد أمير المسلمين إلى بلاد العدوة بعد أن ولى أخاه تميم بن يوسف على جميع بلاد الأندلس فلم يزل عليها إلى أن توفي سنة عشرين وخمسمائة $ ولاية الأمير تاشفين بن علي بن يوسف على بلاد الأندلس وأخباره في الجهاد $ .
لما توفي الأمير تميم بن يوسف في التاريخ المتقدم ولى أمير المسلمين على بلاد الأندلس ابنه تاشفين بن علي بن يوسف ما عدا الجزائر الشرقية فإنه قد عقد عليها لمحمد بن علي المسوفي المعروف بابن غانية فعبر الأمير تاشفين البحر إلى الأندلس في خمسة آلاف من الجند وبعث إلى أجناد البلاد فأتوه فخرج بهم غازيا طليطلة ففتح بعض حصونها بالسيف وانتسف ما حولها .
وفي السنة المذكورة أعني سنة عشرين وخمسمائة هزم الأمير تاشفين