@ 31 @ تاشفين على بلاد المغرب ونازل بلاد غمارة فدعا الحاجب سكوت إلى مظاهرته عليهم فهم بألأجلاب معه ومظاهرته على عدوه ثم ثناه عن ذلك ابنه الفائل الرأي .
فلما فرغ يوسف بن تاشفين من أهل الدمنة وانقاد المغرب لطاعته صرف عزمه إلى الحاجب سكوت .
وكان المعتمد بن عباد صاحب إشبيلية قد كتب إلى يوسف بن تاشفين يستدعيه للحوز برسم الجهاد ونصر البلاد فأجابه يوسف بقوله لا يمكنني ذلك إلا إذا ملكت طنجة وسبتة فراجعه ابن عباد يشير عليه بأن يسير هو إليها بعساكره في البر فينازلها ويبعث ابن عباد قطائعه في البحر فينازلوها أيضا حتى يتملكها فأخذ يوسف في محاولة ذلك وصرف عزمه إليه ثم دخلت سنة سبعين وأربعمائة فجهز إليها قائده صالح بن عمران في اثني عشر ألف فارس من المرابطين وعشرين ألفا من سائر قبائل المغرب فلما قربوا من طنجة برز إليهم الحاجب سكوت بجموعه وهو شيخ كبير قد ناهز التسعين سنة وقال والله لا يسمع أهل سبتة طبول اللمتوني وأنا حي أبدا فالتقى الجمعان بوادي منى من أحواز طنجة والتحم القتال فقتل سكوت وفضت جموعه وسار المرابطون إلى طنجة فدخلوها واستولوا عليها .
ولحق ضياء الدولة يحيى بن سكوت بسبتة فاعتصم بها وكتب القائد صالح بن عمران بالفتح إلى يوسف .
وفي سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة بعث يوسف بن تاشفين قائده مزدلي بن تيلكان اللمتوني لغزو تلمسان والمغرب الأوسط فسار إليها في عشرين ألفا من المرابطين وكان بتلمسان يومئذ العباس بن بختي من ولد