@ 30 @ وكساهم ووصلهم بالأموال ثم خرج للطواف على أعمال المغرب وتفقد أحوال الرعية والنظر في سيرة ولاته وعماله فيها وهم في صحبته فصلح على يده الكثير من أمور الناس .
وفي سنة خمس وستين بعدها غزا يوسف مدينة الدمنة من بلاد طنجة فدخلها عنوة وفتح جبل علودان .
وفي سنة سبع وستين وأربعمائة فتح يوسف جبال غياثة وبني مكود وبني رهينة وقتل منهم خلقا كثيرا وفيها فرق عماله على بلاد المغرب فولى سير بن أبي بكر على مدائن مكناسة وبلاد مكلاثة وفازاز وولى عمر بن سليمان على فاس وأحوازها وداود بن عائشة على سجلماسة ودرعة وولى ابنه تميم بن يوسف على مدينة مراكش واغمات وبلاد السوس والمصامدة وتادلا وتامسنا وصفا ملك المغرب ليوسف بن تاشفين سوى سبتة وطنجة وكان من خبرهما ما نذكره $ فتح سبتة وطنجة وما ترتب عليه من جهاد بالأندلس $ .
كانت سبتة وطنجة لبني حمود الإدريسيين من لدن دولة الأمويين ولما انقرضت دولتهم وخلفهم بنو حمود المذكورون بها استنابوا على سبتة وطنجة من وثقوا به من مواليهم الصقالبة ولم يزل أمر المدينتين إلى نظر هؤلاء النواب واحدا بعد واحد إلى أن استقل بهما الحاجب سكوت البرغواطي .
وكان عبدا لشيخ حداد من موالي الحموديين اشتراه من سبي برغواطة في بعض أيام جهادهم ثم صار إلى علي بن حمود فأخذت النجابة بضبعيه إلى أن استقل بالأمر واقتعد كرسي عملهم بطنجة وسبتة وأطاعته قبائل غمارة واتصلت أيام ولايته إلى أن كانت دولة المرابطين وتغلب يوسف بن