@ 9 @ $ شروع عبد الله بن ياسين في الجهاد وإعلانه بالدعوة وما كان من أمره في ذلك $ .
لما اجتمع إلى عبد الله بن ياسين من أشراف صنهاجة نحو ألف رجل سماهم المرابطين للزومهم رابطته .
ولما تفقهوا ورسخ فيهم الدين قام فيهم خطيبا فوعظهم وشوقهم إلى الجنة وخوفهم من النار وأمرهم بتقوى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأخبرهم بما في ذلك من ثواب الله تعالى وعظيم جزائه ثم ندبهم إلى جهاد من خالفهم من قبائل صنهاجة وقال لهم معشر المرابطين إنكم اليوم جمع كثير نحو ألف رجل ولن يغلب ألف من قلة وأنتم وجوه قبائلكم ورؤساء عشائركم وقد أصلحكم الله تعالى وهداكم إلى صراطه المستقيم فوجب عليكم أن تشكروا نعمته عليكم بأن تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر وتجاهدوا في الله حق جهاده فقالوا له أيها الشيخ المبارك أمرنا بما شئت تجدنا سامعين لك مطيعين ولو أمرتنا بقتل آباءنا لفعلنا فقال لهم اخرجوا على بركة الله وأنذروا قومكم وخوفوهم عقاب الله وأبلغوهم حجته فإن تابوا فخلوا سبيلهم وإن أبوا من ذلك وتمادوا في غيهم ولجوا في طغيانهم استعنا بالله تعالى عليهم وجاهدناهم حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين فسار كل رجل منهم إلى قومه وعشيرته فوعظهم وأنذرهم ودعاهم إلى الإقلاع عما هم بسبيله فلم يرفعوا بذلك رأسا .
فخرج إليهم عبد الله بن ياسين بنفسه وجمع أشياخ قبائلهم ووجوهها وقرأ عليهم حجة الله ودعاهم إلى التوبة ورغبهم في الجنة وخوفهم من النار وأقام ينذرهم سبعة أيام وهم في ذلك كله لا يلتفتون إلى قوله ولا يزدادون إلا فسادا فلما يئس منهم قال لأصحابه قد أبلغنا في الحجة