@ 261 @ سارق أو قاطع طريق أمر به فطرح من ذروة قلعته المسماة بحجر النسر فيهوي منها إلى الأرض مد البصر يدفع الرجل بخشبة تمد إليه فلا يصل إلى الأرض إلا وقد تقطع .
قال ابن أبي زرع كانت مدة ملك الأدارسة بالمغرب من يوم بويع إدريس بن عبد الله وذلك يوم الخميس السابع من ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين ومائة إلى أن قتل الحسن بن كنون وذلك في جمادى الأولى سنة خمس وسبعين وثلاثمائة مائتي سنة وثلاث سنين سوى شهرين تقريبا وكان عملهم بالمغرب من السوس الأقصى إلى مدينة وهران وقاعدة ملكهم مدينة فاس ثم البصرة وكانوا يكابدون دولتين عظيمتين دولة العبيديين بأفريقة ودولة بني أمية بالأندلس وكانوا يزاحمون الخلفاء إلى ذروة الخلافة ويقعد بهم عنها ضعف سلطانهم وقلة مالهم فكان سلطانهم إذا امتد وقوي ينتهي إلى مدينة تلمسان وإذا اضطرب الحال عليهم وضعفوا لا يجاوز سلطانهم البصرة وأصيلا وحجز النسر إلى أن انقضت أيامهم وانقرضت مدتهم والبقاء لله وحده .
وكان في هذه المدة من الأحداث أنه في سنة خمس وخمسين وثلاثمائة كانت ريح شديدة قلعت الأشجار وهدمت الديار وقتلت الرجال .
وفي ليلة الثلاثاء الثامن عشر من رجب منها ظهر في البحر شهاب ثاقب ماثل كالعمود العظيم أضاء الليل لسطوع نوره وأشبهت تلك الليلة ليلة القدر وقارب ضوءها ضوء النهار .
وفي هذا الشهر أيضا كسف النيران فخسف القمر ليلة أربع عشرة منه وطلعت الشمس كاسفة في اليوم الثامن والعشرين منه .
وفي سنة إحدى وستين وثلاثمائة كان الجراد بالمغرب .
وفي سنة اثنتين وستين بعدها دخل مغراوة المغرب وملكوه وتعرف هذه السنة بسنة لقمان المغراوي وفيها توفي الشيخ الفقيه الصالح الفاضل أبو ميمونة دراس بن إسماعيل وهو أول من أدخل مدونة سحنون مدينة فاس