@ 262 @ وذكر الرشاطي أن وفاته كانت سنة سبع وخمسين وثلاثمائة ولعله أصح وفي سنة سبع وسبعين وثلاثمائة عم الجراد بلاد المغرب كلها .
وفي سنة ثمان وسبعين بعدها كان الفيض الذي فاضت منه جميع أودية المغرب .
وفي سنة تسع وسبعين بعدها كانت الريح الشرقية بالمغرب ودامت ستة أشهر فأعقبت وباء عظيما وأمراضا كثيرة .
وفي سنة ثمانين وثلاثمائة تدارك الله عباده وكان الرخاء المفرط بالمغرب فكان الزرع لا يوجد من يشتريه لكثرته وكان الفلاحون وأصحاب الحرث يتركونه قائما في محاقلهم لا يحصدونه لرخصه $ الخبر عن دولة زناتة من مغراوة وبني يفرن بفاس والمغرب $ .
ينبغي أن نقدم هنا كلاما يكون كالتوطئة لأخبار هذه الدولة المغراوية فنقول إن هذه الدولة لم يكن لها استقلال بالمغرب وفاس وإنما كانت رياستها تحت نظر الأمويين بالأندلس ثم إن مغراوة وبني يفرن قبيلتان من أعيان قبائل زناتة وكان مغراو ويفرن أخوين شقيقين وهما ابنا يصليتن بن مسري بن زاكيا بن ورسيك بن الدبديت بن زانا وهو أبو زناتة .
وقد تقدم لنا في أخبار الفتح أن الصحابة رضي الله عنهم أسروا صولات بن وزمارا كبير مغراوة لذلك العهد وبعثوا به إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه فأسلم على يده وولاه على قومه وقيل إن صولات هاجر إلى عثمان رضي الله عنه طائعا من غير أسر فأكرمه وولاه فكان بيت صولات بسبب هذه المزية نبيها في قومه مغراوة وسائر زناتة .
ولما مات صولات ورث رياسته من بعده ابنه حفص بن صولات ثم من بعده خزر بن حفص بن صولات ثم ابنه محمد بن خزر وهو الذي غزاه إدريس بن عبد الله بمدينة تلمسان وانقاد له وأجاب دعوته ودخل إدريس معه تلمسان وأصلح شأنها وبنى مسجدها حسبما تقدم الخبر عن ذلك مستوفى ثم