@ 260 @ بقتال الحسن بن كنون فنفذ لوجهه وركب البحر إلى سبتة وخرج إلى حرب الحسن فأحاط به وحاصره أياما ثم أجاز المنصور بن أبي عامر ولده عبد الملك في أثر الوزير أبي الحكم في جيش كثيف ممدا له .
فلما رأى ذلك الحسن بن كنون سقط في يده ولم يجد حيلة فطلب الأمان على نفسه على أن يسير إلى الأندلس كمثل حالته الأولى فأعطاه الوزير أبو الحكم من ذلك ما وثق به وكتب إلى ابن عمه المنصور يخبره بذلك فأمر بتعجيله إلى قرطبة موكلا به فبعث به إليه .
ولما انتهى الخبر إلى المنصور بقدوم الحسن لم يمض أمان ابن عمه وأنفذ إليه من قتله من طريقه وأتاه برأسه ودفن شلوه بمكان مقتله وذلك في جمادى الأولى سنة خمس وسبعين وثلاثمائة وركدت ريح العلوية بالمغرب وتفرق جمعهم وانقرضت دولتهم وتفرقت الأدارسة في قبائل المغرب ولاذوا بالاختفاء إلى أن خلعوا شارة ذلك النسب الشريف واستحالت صبغتهم منه إلى البداوة .
واستمر الحال إلى أن أشرفت دولة بني أمية بالأندلس على الانقراض وكان بالأندلس رجلان من آل إدريس دخلوها في جملة البربر الذين كانوا هناك وهم علي والقاسم ابنا حمود بن ميمون بن أحمد بن علي بن عبيد الله بن عمر بن إدريس فطار لهما ذكر في الشجاعة والإقدام ثم ترقت بهم الأحوال إلى أن ورثوا خلافة الأندلس من يد الأمويين بها في خبر طويل .
ولما قتل الحسن بن كنون هبت ريح عاصف احتملت رداءة فلم يوجد بعد قالوا وكان الحسن هذا فظا غليظا قاسي القلب كان إذا ظفر بعدو أو