@ 259 @ عليها وسلبه جميع أمواله وسلبه القطعة أيضا فبقيت في خزانة الأمويين إلى أن غلب ابن حمود الإدريسي على ملك الأندلس ودخل قرطبة واستقر بالقصر منها فألفى تلك العنبر لا زالت قائمة العين قد عقبتها الأيام حتى صارت إلى أيدي العلوية أربابها .
ولما نكب الحكم الحسن أمر بإخراجه وإخراج عشيرته من قرطبة وإجلائهم إلى المشرق فركبوا البحر من المرية إلى تونس سنة خمس وستين وثلاثمائة وكان قصد الحكم بتغريبهم التخفف منهم والراحة من نفقاتهم مع ما كان قومه يعذلونه عليهم فسار الحسن بن كنون وعشيرته إلى مصر فنزلوا بها على خليفة الشيعة وهو العزيز بالله نزار بن المعز العبيدي وكان العبيديون قد ملكوا مصر يومئذ ونقلوا كرسي خلافتهم إليها فأقبل العزيز نزار على الأدارسة وبالغ في إكرامهم ووعد الحسن النصر والأخذ بثأره ممن غلبه على ملك سلفه $ عود الحسن بن كنون إلى المغرب وما كان من أمره إلى مقتله وانقراض دولته $ .
لما استقر الحسن بن كنون بمصر عند العزيز نزار أقام عنده مدة طويلة إلى أن دخلت سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة في أيام هشام المؤيد بالله الأموي فكتب نزار للحسن بعهده على المغرب وأمر عامله على إفريقية بلكين بن زيري بن مناد الصنهاجي أن يقويه بالجيوش فسار الحسن إلى بلكين فأعطاه عسكرا يشتمل على ثلاثة آلاف فارس فاقتحم بهم بلاد المغرب فسارعت إليه قبائل البربر بالطاعة فشرع في إظهار دعوته .
واتصل خبره بالمنصور بن أبي عامر حاجب هشام المؤيد والقائم بملكه فبعث إليه ابن عمه الوزير أبا الحكم عمرو بن عبد الله بن أبي عامر المعروف بعسكلاجة في جيش كثيف وقلده أمر المغرب وسائر أعماله وأمره