@ 258 @ قشوش بعدوة القرويين وعبد الكريم بن ثعلبة بعدوة الأندلس فلم تزل فاس بيد بني أمية إلى أن غلب عليها زيري بن عطية المغراوي .
وانصرف غالب إلى الأندلس وساق معه الحسن بن كنون وجميع ملوك الأدارسة وقد وطأ جميع بلاد المغرب وفرق العمال في نواحيه وقطع دعوة بني عبيد من جميع آفاقه ورد الدعوة إلى الأموية فخرج بهم غالب من فاس آخر رمضان سنة ثلاث وستين وثلاثمائة ووصل إلى سبتة فركب البحر منها واستقر بالخضراء .
وكتب إلى مولاه الحكم المستنصر بالله يعلمه بقدومه وبمن قدم معه من العلويين فلما وصل كتابه إلى الحكم أمر الناس بالخروج إلى لقائهم وركب هو في جمع عظيم من وجوه دولته فتلقاهم فكان يوم دخولهم قرطبة يوما مشهودا وذلك أول يوم من المحرم سنة أربع وستين وثلاثمائة وسلم الحسن بن كنون على الحكم فأقبل عليه وعفا عنه ووفى له بعهده وأوسع له ولرجاله في العطاء وأجرى عليهم الجرايات الكثيرة وخلع عليهم الخلع الرفيعة وأثبت جميع أهله ورجاله في ديوان العطاء وكانوا سبعمائة رجل أنجاد يعدون بسبعة آلاف واسكنه قرطبة وأقام الحسن وعشيرته في كنف الحكم في أمن وغبطة إلى أن كان ما نذكره $ حدوث النفرة بين الحكم والحسن والسبب في ذلك $ .
ولما استقر الحسن بن كنون وعشيرته بقرطبة تحت كنف الحكم المستنصر بالله الأموي على ما وصفناه استمر الحال على ذلك إلى سنة خمس وستين وثلاثمائة .
وكان للحسن قطعة عنبر غريبة الشكل كبيرة الحجم ظفر بها في بعض سواحله من بلاد العدوة أيام ملكه بها فسواها منشورة يتوسدها ويرتفق بها فبلغ أمير المؤمنين الحكم خبرها فسأله حملها إليه وضمها إلى ذخائره على أن له حكمه مسمطا فامتنع الحسن من ذلك وأبى أن يسلمها إليه فنكبه