@ 74 @ عمر قتله الله فقال أبو بكر مهلا يا عمر الرفق هنا أبلغ ثم لحق سعد بالشام فلم يزل هناك حتى توفي أيام عمر رحم الله جميعهم وكانت بيعة أبي بكر يوم الثلاثاء الثاني من وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل دفنه ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدت عامة العرب لأن كلمة الإسلام لم تكن رسخت في قلوبهم على ما ينبغي ومنع آخرون منهم الزكاة وقالوا نصلي ولا نؤدي الزكاة ظنا منهم أن ذلك كان واجبا عليهم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فقط واضطرب أمر المسلمين عند وفاته صلى الله عليه وسلم لقلتهم وكثرة عدوهم قالت عائشة رضي الله عنها لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدت العرب ونجم النفاق واشرأبت اليهودية والنصرانية ونزل بأبي بكر ما لو نزل بالجبال الراسية لهاضها وصار المسلمون كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية لفقد نبيهم وقال أبو بكر بن عياش سمعت أبا حصين يقول ما ولد بعد النبيين أفضل من أبي بكر الصديق لقد قام مقام نبي من الأنبياء في قتال أهل الردة .
وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف ابو بكر وكفر من كفر من العرب قال عمر يا أبا بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله ) قال أبو بكر والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها قال عمر فو الله ما هو إلا أن رأيت أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق .
وحكى ابن خلدون أن أبا بكر رضي الله عنه لما عزم على قتال أهل الردة استخلف أسامة بن زيد بعد رجوعه من بعثه الذي كان بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه قبل وفاته فبقي في المدينة حتى أنفذه أبو بكر بعد