@ 75 @ وفاته صلى الله عليه وسلم فخرج أبو بكر في جماعة من المسلمين إلى ذي حسي وإلى ذي القصة موضعين قرب المدينة ثم سار حتى نزل على أهل الربذة بالإبريق وبها عبس وذبيان وبنو بكر بن عبد مناة بن كنانة وثعلبة بن سعد وغيرهم فقاتلهم أبو بكر وهزمهم ورجع إلى المدينة ثم خرج إلى ذي القصة ثانيا فعقد فيه أحد عشر لواء على أحد عشر جندا لقتال أهل الردة وأمر كل واحد باستنفار من يليه من المسلمين من كل قبيلة وعقد للأمراء على تلك الأجناد منهم خالد بن الوليد وخالد بن سعيد بن العاص وعمرو بن العاص وغيرهم وكتب لهم عهودهم بنص واحد بسم الله الرحمن الرحيم هذا عهد من أبي بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم لفلان حين بعثه فيمن بعثه لقتال من رجع عن الإسلام وعهد إليه أن يتقي الله ما استطاع في أمره كله سره وجهره وأمره بالجد في أمر الله ومجاهدة من تولى عنه ورجع عن الإسلام إلى أماني الشيطان بعد أن يعذر إليهم فيدعوهم بدعاية الإسلام فإن أجابوه أمسك عنهم وإن لم يجيبوه شن غارته عليهم حتى يقروا له ثم ينبئهم والذي عليهم ولذي لهم فيأخذ ما عليهم ويعطيهم الذي لهم لا ينظرهم ولا يرد المسلمين عن قتال عدوهم فإن أجاب إلى أمر الله تعالى وأقر له قبل ذلك منه وأعانه عليه بالمعروف وإنما يقاتل من كفر بالله على الإقرار بما جاء من عند الله فإذا أجاب الدعوة لم يكن عليه سبيل كان الله حسيبه بعد فيما استسر به ومن لم يجب إلى داعية الله قوتل وقتل حيث كان وحيث بلغ مراغمة لا يقبل الله من أحد شيئا مما أعطى إلا الإسلام فمن أجابه وأقر به قبل منه وأعانه ومن أبى قاتله فإن أظهره الله عليه قتلهم فيه كل قتلة بالسلاح والنيران ثم قسم ما أفاء الله عليه إلا الخمس فإنه يبلغناه ويمنع أصحابه العجلة والفساد وأن لا يدخل فيهم حشوا حتى يعرفهم ويعلم ما هم لئلا يكونوا عيونا ولئلا يؤتى المسلمون من قبلهم وأن يقتصد بالمسلمين ويرفق بهم في السير والمنزل ويتفقدهم ولا يعجل بعضهم عن بعض ويستوصي بالمسلمين في حسن الصحبة ولين القول اه