@ 248 @ تاهرت قاعدة زناتة وأحرقت أسواق قرطبة وأرباض مكناسة من بلاد جوف الأندلس وكان ذلك في شوال من السنة المذكورة فسميت سنة النار .
وفي سنة سبع وثلاثمائة كان بإفريقية والمغرب والأندلس رخاء مفرط وطاعون ووباء كثير وفيها كانت الريح السوداء الشديدة الهبوب التي قلعت الأشجار وهدمت الدور بفاس فتاب الناس ولزموا المساجد وارتدعوا عن كثير من الفواحش .
وفي سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة ظهر حاميم المتنبئ بجبال غمارة قال ابن خلدون كانت غمارة غريقة في الجهالة والبعد عن الشرائع بسبب البداوة والانتباذ عن مواطن الخير وتنبأ فيهم من قبيلة يقال لها محسكة حاميم بن من الله يكنى أبا محمد ويكنى أبوه من الله أبا يخلف وكان ظهوره بجبل حاميم المشتهر به قريبا من تطوان واجتمع إليه كثير من غمارة وأقروا بنبوته وشرع لهم شرائع وعبادات وصنع لهم قرآنا كان يتلوه عليهم بلسانه فمما شرع لهم صلاتان في كل يوم واحدة عند طلوع الشمس والأخرى عند غروبها ثلاث ركعات في كل صلاة ويسجدون وبطون أيديهم تحت وجوههم ومن قرآنهم الذي كانوا يقرؤونه بعد تهليل يهللون به بلسانهم خلني من الذنوب يا من خلى النظر ينظر في الدنيا أخرجني من الذنوب يا من أخرج يونس من بطن الحوت وموسى من البحر ثم يقول في ركوعه آمنت بحاميم وبأبيه أبي يخلف من الله وآمن رأسي وعقلي وما يكنه صدري وما أحاط به دمي ولحمي وآمنت بتالية عمة حاميم أخت أبي يخلف من الله ثم يسجد وكانت تالية هذه امرأة كاهنة ساحرة وكان حاميم يلقب المفتري وكانت أخته دبو كاهنة ساحرة أيضا وكانوا يستغيثون بها في الحوب والقحوط وفرض عليهم صوم الاثنين وصوم الخميس إلى الظهر وصوم الجمعة وصوم عشرة أيام من رمضان ويومين من شوال ومن أفطر في يوم الخميس عمدا فكفارته أن يتصدق بثلاثة أثوار ومن أفطر في يوم الاثنين فكفارته أن يتصدق بثورين وفرض عليهم في الزكاة العشر في كل