@ 249 @ شيء وأسقط عنهم الحج والوضوء والغسل من الجنابة وأحل لهم أكل الأنثى من الخنزير وقال إنما حرم قرآن محمد الخنزير الذكر وأمر أن لا يؤكل الحوت إلا بذكاة وحرم عليهم أكل البيض وأكل الرأس من كل حيوان فبعث إليه عبد الرحمن الناصر صاحب الأندلس عسكرا فالتقوا بقصر مصمودة من أحواز طنجة فقتلوه وقتلوا أتباعه وصلبوا شلوه بالقصر المذكور وبعثوا برأسه إلى الناصر بقرطبة ورجع من بقي من أتباعه إلى الإسلام وذلك سنة خمس عشر وثلاثمائة قال ابن خلدون وكان لابنه عيسى بن حاميم من بعده قدر جليل في غمارة .
وفي سنة سبع وعشرين وثلاثمائة ظهر ببلاد المغرب غمام كثيف دام خمسة أيام لم ير الناس فيها شمسا وكان الشخص لا يرى من الأرض فيه إلا موضع قدميه فتاب الناس وأخرجوا الصدقات فكشف الله عنهم ما بهم وسميت سنة الغمام .
وفي سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة نزل برد عظيم الواحدة منه تزن رطلا وأكثر قتل الطير والوحش والبهائم وكثيرا من الناس وكسر الأشجار وأفسد الثمار كان ذلك بأثر قحط شديد وغلاء عام .
وفي سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة نزل أيضا برد كثير لم يعهد مثله كثرة قتل المواشي وأفسد الثمار وجاءت السيول العظيمة بجميع بلاد المغرب وكان بها رعود قاصفة وبروق خاطفة ودام ذلك أياما واستسقى الناس واستصحوا في هذه السنة وفيها أيضا كانت ريح شديدة هدمت المباني .
وفي سنة أربع وأربعين وثلاثمائة كان الوباء العظيم بالمغرب والأندلس هلك فيه أكثر الخلق .
وفي هذه المدة كان الشيخ أبو سعيد المصري المعروف بأبي سلهامة موجودا وهو من كبار صلحاء المغرب وقبره شهير قرب مشرع الحضر على ساحل البحر وعليه قبة عجيبة الصنعة محكمة العمل بالنقش والأصباغ والزليج الملون قال أبو عبد الله محمد العربي الفاسي في مرآة المحاسن كان على