@ 207 @ من الألم والمرض وتحامل حتى انتهى إلى وادي العبيد من أرض تادلا فأدركه أجله هنالك في الساعة الحادية عشرة من ليلة الخميس ثالث ذي الحجة الحرام متم عام أحد عشر وثلاثمائة وألف وحمل في تابوت إلى رباط الفتح ودفن بإزاء جده الأعلى سيدي محمد بن عبد الله رحمة الله على جميعهم آمين .
وكانت مدة خلافته إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر وكان رحمه الله من خيار الملوك العلوية وأفاضلهم بما نشر من العدل وأصلح من الرعايا وأبقى من الآثار بالمغرب وثغوره فالله تعالى يجبر كسر المسلمين فيه ويعوضهم أجرا عن مصابه آمين .
وبايع أهل العقد والحل نجله الأرضى الأبر المرتضى مولانا عبد العزيز ابن مولانا الحسن نصره الله نصرا عزيزا وفتح له فتحا مبينا آمين وهو الآن على كرسي ملكه بفاس المحروسة كما ينبغي وعلى ما ينبغي وقد تسرب إليه جماعة من نواب الأجناس كعادتهم مع والده من قبله فقدموا عليه حضرة فاس مظهرين أنهم إنما قدموا للتهنئة ومرادهم خلاف ذلك ! < ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين > ! الأنفال 30 وما ظنك بمن يزعم أنه قدم للتهنئة وهو مقيم بالحضرة هذه مدة من أربعة أشهر يتجسس الأخبار ويتطلع العورات ويترصد الغفلات ويحصي الأنفاس لعله تظهر له خلة أو تمكنه فرصة نسأل الله تعالى أن يرد كيده في نحره ويعديه بعاره وعره آمين ولعمري ما الحامل على هذا ونحوه إلا قلة الحياء من الله ومن الناس وإلا فما معنى الإقامة في سبيل التهنئة أربعة أشهر ثم انظر مايزاد منها بعد ذلك وكان مما يؤثر من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت وحسبنا الله ونعم الوكيل .
واعلم أن أحوال هذا الجيل الذي نحن فيه قد باينت أحوال الجيل الذي قبله غاية التباين وانعكست عوائد الناس فيه غاية الانعكاس وانقلبت أطوار أهل التجارة وغيرها من الحرف في جميع متصرفاتهم لا في سككهم ولا في