@ 205 @ بمقدمنا وانشرحت هنالك الخواطر وسرت الضمائر وأدينا واجبا بصلة رحم من هنالك من ذوي القرابة والرحم وكان ذلك عندنا من الأمر المهم وأنعمنا عليهم بعشرين ألف ريال أخرى كأهل مدغرة وجهناها إليهم مع ولدينا مولاي عبد العزيز ومولاي بلغيث حفظهما الله وقسمت فيهم صلة وأقمنا هناك ثمانية عشر يوما بقصد الاستراحة والزيارة ومشاهدة آثار الأسلاف قدسهم الله وما اجلها مآثر وأعظم سناها في تلك المظاهر وعاينا ما لهم من الأملاك والأصول وتفقدناها بما أحيا مواتها كفاحا وازدادت به بهجة ونجاحا فلله الحمد بداية ونهاية وله مزيد الشكر أولا وغاية نسأله سبحانه أن يجعل ما ارتكبناه في ذلك كله خالصا لوجهه جاريا على سبيله المستقيم ونهجه ويتقبله بأحسن قبول ويبلغنا في صلاح المسلمين غاية المأمول ويجعل في طاعته الحركة والسكون وعلى حوله وقوته الاعتماد والركون وقد نهضنا إلى حضرتنا الشريفة المراكشية سائلين من الله سبحانه الإعانة والقوة والتيسير وبلوغ الأمنية وأعلمناكم لتكونوا مستبصرين بما كان وتفرحوا بفضل الله وفتحه ونصره في الإسرار والإعلان وهو المسؤول سبحانه أن يجعل البداية عنوان الاختتام ويبلغنا من كل خير غاية المرام والسلام في خامس عشر جمادى الأولى عام أحد عشر وثلاثمائة وألف انتهى كتاب السلطان أيده الله .
وكان رجوعه إلى مراكش على طريق الفائجة ولما انتهى إلى ثنية الكلاوي أصاب الناس ثلج كثير وبرد شديد تألموا منه حتى السلطان ثم خلصوا منه بعد عصب الريق وفي مدة غيبة السلطان هذه حدثت حرب شديدة بين زناتة الريف وبين نصارى الإصبنيول من أهل مليلية وما والاها فمحقتهم زناتة محقا وشردوا بهم من خلفهم استئصالا وقتلا وكان السبب في ذلك أنهم اقترحوا على السلطان أن يزيدهم في مساحة أرض مليلية على عادتهم في كثرة الاقتراحات والتلونات فأسعفهم وزادهم من أرض زناتة نحو الغلوة وصار الحد المشترك بين الفريقين قريبا من تربة ولي الله سيدي وارياش وهو عند أهل تلك البلاد عظيم القدر شهير الذكر يتناوبونه للزيارة ويتبركون