@ 204 @ يحيى المرغادي الذي طالما حذره الإنذار ولسان حاله يقول لا حياة لمن تنادي فوقع القبض عليه ووجهناه مصفدا إلى مراكش على سنة الله فيمن زلت به القدم وصار حليف التأسف والندم وأراح الله منه العباد وطهر منه البلاد وفيما قبل ذلك كنا وجهنا من يستوفي من آيت حديدو ما وظف عليهم في المغارم ويأتي من عندهم بما هو لهم لازم فلم يظهر منهم ما يفيد ورجع الموجهون بغير طائل ولا عتيد فترصدنا من أعيانهم وأهل الحل والعقد منهم جماعة وافرة تقرب من المائتين وقبضنا عليهم بأجمعهم جزاء وفاقا حتى يؤدوا جميع ما فرض عليهم بحول الله وتوجهنا والسعادة تقدمنا والميامين تحفنا وصحبة ركابنا الشريف من جيش آيت مرغاد قدر كثير العدد قوي المدد مشتمل على ألوف من الخيل والأبطال وليوث الحرب والنزال إلى أن وصلنا إلى قصر السوق فوجدنا به جيش خدامنا آيت عطة في انتظار جانبنا الشريف لمصاحبة ركابنا السعيد المنيف وهم في عدد عديد وقوة ما عليها من مزيد يقربون من الأربعة آلاف فارس وكلهم ليوث عوابس ومعهم من رماة إخوانهم عدد كثير معتبر كأنهم سيل إذا انحدر فنهضوا مع جانبنا العالي بالله في جموعهم وكثرة عددهم وعديدهم إلى مدغرة فتبركنا منها بمواطىء الأسلاف وتعاهدنا أمور أهلها بحسن مباشرة وإسعاف وأنعمنا على شرفائها بعشرين ألفا من الريال ووجهناها إليهم صحبة ولدنا مولاي عبد العزيز أصلحه الله وفرقت فيهم صلة لهم وأداء لحقوق القرابة والاتصال وتزودنا من دعائهم الصالح بمقبول مستجاب يرجى أن لا يكون بينه وبين الله حجاب ونهضنا عنهم إلى بلاد عرب الصباح فتلقوا مواكبنا السعيدة في زيهم بفرح وانشراح وقاموا بالواجبات من الميرة والضيافات ودفعوا في الحين جميع المفروضات ونهضنا من بلادهم إلى تافيلالت بقصد زيارة جدنا الأكبر القطب الواضح ذي السر الأظهر مولانا علي الشريف رضي الله عنه ونفعنا به فخرج أهلها من جميع الشرفاء والعامة لملاقاتنا رجالا ونساء وصبيانا وشيوخا وكهولا أفواجا أفواجا جموعا وفرادى وأزواجا وحصل لهم ابتهاج عظيم برؤيتنا وامتلؤوا فرحا وسرورا