@ 162 @ وفرت عرب عامر من بني حسن إلى زمور الشلح وكان الناس يظنون أن السلطان يغزو في هذه السنة برابرة الجبال والصحراء فخرج الأمر بخلاف ذلك .
وفي هذه المدة وفد على السلطان أيده الله عدة باشدورات للآجناس مثل باشدور الفرنسيس والإصبنيول والبرتغال وتكلم الفرنسيس في شأن بابور البر والتلغراف وإجرائهما بالمغرب كما هما بسائر بلاد المعمور وزعم أن في ذلك نفعا كبيرا للمسلمين والنصارى وهو الله عين الضرر وإنما النصارى أجربوا سائر البلاد فأرادوا أن يجربوا هذا القطر السعيد الذي طهره الله من دنسهم نسأله سبحانه أن يكتب كيدهم ويحفظ المسلمين من شرهم ثم نهض السلطان نصره الله من مكناسة في أواسط رجب في جمع وافر وعدة كاملة فاجتاز ببلاد زمور الشلح فأظهروا له غاية الطاعة والخضوع وقدمت عليه وفودهم من كل جانب رافعين أعلامهم وشارتهم وزينتهم التي يستعملونها في مواسمهم وأعيادهم وأدوا له من المال والمؤن والضيافات ما استكثر الناس ذلك وتحدثوا به ثم زحف إلى عرب السهول من أعمال سلا فأوقع بهم وشرد بهم من خلفهم وكتب أعزه الله في العشرين من رمضان إلى الآفاق يعلمهم بما أتاح الله له من الظهور والنصر والسعادة وخضوع قبائل البربر له وتباريهم في طاعته وخدمته وبذلهم من الجباية ما لم يكونوا يبذلون القليل منه لغيره وذكر في كتابه أن ذلك كله بمحض فضل الله ومجاري السعادة وحسن السياسة من غير ضرب ولا طعن ولا سفك دم حتى أن قبيلة بني حكم قد أظهروا بعض الاعوجاج فقام إليهم إخوانهم من زمور فقوموا اعوجاجهم حتى فاؤوا إلى أمر الله وكفى الله السلطان أمرهم ثم ذكر في كتابه أعزه الله أمر السهول وأنه بعد أن أوقع بهم أمر بجمع فلهم ورأى استصلاح كلهم تأمين جلهم لعمارة بلادهم بهم رجاء نفع ما تقدم من أدبهم .
وفي ليلة الجمعة الرابع عشر من شعبان من السنة خسف القمر خسوفا