@ 161 @ القضاء برباط الفتح أكثر من عشرين سنة ثم تخلى عنه من غير عزل ودخل داره فلم يخرج بعد فاحتمل السلطان والناس ذلك واعتقدوه واستمر حاله على ذلك إلى أن توفي في التاريخ المذكور رحمنا الله وإياه والمسلمين .
وفي سنة أربع وتسعين ومائتين وألف وذلك يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من محرم منها توفي الفقيه العلامة الأديب شاعر العصر أبو عبد الله محمد بن أحمد أكنسوس المراكشي ودفن قرب ضريح الإمام أبي القاسم السهيلي خارج باب الرب من مراكش وحضر جنازته الجم الغفير من الناس وهو صاحب كتاب الجيش رحمه الله .
وفي صبيحة يوم الاثنين السابع عشر من ربيع الأول من السنة المذكورة ولد لنا ولد سميناه محمدا العربي وكان من عجيب صنع الله أنه ولد مختونا ولذا ذكرناه هنا وهو الآن حي أصلحه الله وأنبته نباتا حسنا وجعله من عباد الله الصالحين ومن العلماء العاملين آمين وفي جمادى الأولى من السنة أخذ السلطان أعزه الله في الاستعداد بالحضرة الفاسية للحركة استعدادا لم يتقدم له مثله حتى أنه كتب إلى أخيه وخليفته بمراكش المولى عثمان بن محمد أن يوجه إليه من العدة الرومية وهي مكاحل مركبة فيها توافلها ما قدرها ألف وستمائة وعشرون مكحلة تخرج أبخاشها بالحبة الرومية وأن يوجه إليه أربعمائة ألف وعشرة آلاف من الحبة المذكورة وعشرة قناطير من البارود ومائة قنطار من ملحه ومدفعين وكتب أعزه الله إلى أمناء الصائر بأن يبعثوا إليه بثلاثمائة وستين سرجا وستمائة كسوة من الملف للعسكر وخمسة عشر ألفا من البلغة ومثلها من النعالة وبعث أعزه الله عمه المولى الأمين بن عبد الرحمن إلى رباط الفتح لجمع عساكر الثغور وحشد قبائل دكالة وتامسنا والغرب وبني حسن وغيرهم ووجه أخاه المولى الحسن الصغير لحشد قبائل الدير والجيش المتفرق بها ثم كان خروج السلطان من فاس إلى مكناسة أواخر الشهر المذكور ولما سمعت قبائل البربر بخروجه ارتابت وحذرت وظنت كل قبيلة أنها المقصودة ففرت مجاط وبنو مطير إلى رؤوس الجبال