@ 160 @ وإعلانا وأبقينا طائفة من جيشنا السعيد عند قبائل الريف زيادة في الاطمئنان والتأليف بقصد استيفاء ما بذممهم من الواجب واستخلاص ما تعلق بهم من الحقوق التي ألزموها ضربة لازب وذلك كله من تيسير الله ورفده وفضله على عبده فما النصر إلا من عنده فأما نحن فلا حول لنا ولا قوة ولا أنصار مرجوة ولا نعتمد على عدة ولا عدد بل على فضله تعالى المعول والمعتمد عرفنا الله حق النعمة وألهمنا شكرها وحمدها وأجرانا على عوائده الجميلة وفوائده الجليلة التي لا يقدر قلم الواصف أن يدرك حصرها وحدها وقد اقتضى نظرنا العالي بالله إعلامكم بذلك لتأخذوا حظكم من الفرح بتأييد الله ونصره وتخلصوا في حمد نعمه الجزيلة وشكره والسلام في السادس والعشرين من رمضان عام ثلاثة وتسعين ومائتين وألف اه استمر السلطان أعزه الله مقيما بفاس وجد في بناء مقاصيره ومنتزهاته ببستان آمنة من فاس الجديد وكتب أيده الله إلى وصيفه أحمد بن مالك قائد الجيش السوسي بالمنشية من حضرة مراكش أن بيني له على الباب المعروف بباب الرئيس من الدار الكبرى بالحضرة المراكشية قبة فارهة ويبالغ في رفعها وتنجيدها وتنميقها فشرع فيها في شوال من السنة المذكورة وكنا يومئذ نتولى إحصاء صائرها وصائر غيرها من البناءات المراكشية فكان ما صير على القبة وحدها أكثر من مائة ألف مثقال وكذلك بنى بمكناسة القبة العظيمة التي طاولت السماء ترفعا وذهبت في الجو صعدا بحيث أشرفت على ما حولها من بسيط سائس وغيره حتى صارت مثلا في الطول والاشتهار وبنى أعزه الله قبة عظيمة حفيلة على ضريح الشيخ العارف بالله تعالى أبي عبد الله سيدي محمد الصالح ابن المعطي الشرقاوي بأبي الجعد فصير عليها أكثر من ثلاثين ألف مثقال تقبل الله منه .
وفي عاشر شوال من هذه السنة أعني سنة ثلاث وتسعين ومائتين وألف توفي الفقيه العلامة الناسك قاضي رباط الفتح أبو زيد عبد الرحمن ابن الفقيه العلامة السيد أحمد بن التهامي البريبري ودفن بزاوية حنصالة من البلد المذكور وكان رحمه الله من أمثل قضاة الوقت ومن المتحريين للعدل ولي