@ 151 @ بإصلاح المون على شاطىء البحر لأن البحرية يتعبون فيه وقت إنزال السلع ووسقها وأقام بالدار البيضاء بالمحلة خارج البلد يومين وأهدى إليه تجارها من النصارى واليهود والمسلمين وأظهر النصارى الفرح وأكثروا من تعليق الصناجق وإيقاد الحراقيات بالليل وإرسالها في الجو فقابلهم السلطان أعزه الله بالجميل وحمل النصارى منهم على خيل مكافأة لهم على هديتهم فطاروا بذلك فرحا حتى أنهم كتبوا بذلك لأهل دولتهم ونشروه في كوازيطهم وأجوبتهم وفي هذه المدة وجه السلطان أعزه الله خديمه الأنجد الفاضل أبا عبد الله الحاج محمد بن الحاج الطاهر الزبدي الرباطي باشدورا وسفيرا عنه إلى دول الإفرنج مثل دولة افرانسا ودولة النجليز ودولة الطاليان ودولة البلجيك واستصحب معه هدايا نفيسة وأموالا طائلة صيرها في وجهته تلك ورافقه في سفارته هذه الأمين الأرضى السيد بناصر ابن السيد الحاج أحمد غنام الرباطي برسم القيام بخطة الأمانة والقهرمانية وصاحبنا الفقيه الأديب فلكي العصر وحاسبه الشريف أبو العلاء إدريس بن محمد الجعيدي السلاوي برسم القيام بخطة الكتابة فوصلوا إلى أهل هذه الدول وقضوا الغرض على أكمل الوجوه وأحسنها وعادوا مسرورين في أواخر شعبان من السنة وفي هذه الوجهة قيد صاحبنا أبو العلاء المذكور رحلته البديعة المسماة بتحفة الأحبار بغرائب الأخبار قد اشتملت على كل نادرة وغريبة وأفصحت عن صنائع الفرنج وحيلها العجيبة وعند قفوله وقدومه على حضرة السلطان أيده الله مدحه بقصيدة جيدة مطلعها .
( أسالم دهري في المرام وفي القصد % فينقض ما أبرمت للصلح من عقد ) .
( وأسأله الرحمى فيبدي ازوراره % ونفرته عني فيا عظم ما يبدي ) .
( وكم لي استرضيه وهو مغاضب % ولا يرعوي عما جناه على عمد ) ومنها في آخرها .
( وهذي بنات الفكر مني هدية % إلى الملك المنصور ذي الجود والرفد )