@ 150 @ سالف خدمتهم ولا نكشف عنهم جلباب حرمتهم بحول الله وقوته والسلام صدر به أمرنا المعتز بالله في تاسع ربيع الثاني عام ثلاثة وتسعين ومائتين وألف ولما قضى السلطان أعزه الله أربه من ثغر الجديدة نهض إلى آزمور فتلقاه أهلها بالفرح والسرور والبهجة والحبور فهش لهم وقابلهم بما يناسب ودعا لهم بخير وزار ضريح الشيخ أبي شعيب وأبي عبد الله محمد واعدود رضي الله عنهما وقدم لضريحهما ذبائح وطاف بأسوار البلد وأبراجه وأمر بتحصين برج هنالك كان مقابلا للمرسى ثم خرج من آزمور بعد يوم أو يومين فانتهى إلى مدينة آنفى فدخلها في الثالث والعشرين من ربيع الثاني المذكور وعزل عنها القائد أبا عبد الله محمد بن إدريس الجراري وولى مكانه الحاج عبد الله بن قاسم حصار السلاوي ثم كتب إلى أبي عبد الله الجراري المذكور بولايته على الجديدة وأعمالها ونص كتابه إليه خديمنا الأرضى الطالب محمد بن إدريس الجراري وفقك الله وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد فإنا أعفيناك من ولاية الدار البيضاء ووليناك على الجديدة ولم نعزلك عنها سخطا لسيرتك ولا هضما لجانب خدمتك وإنما اقتضت المصلحة ذلك تقديما للأهم فالأهم وأنت منا وإلينا ودارك دار الخدمة والصلاح فلا نسلمكم ولا نفوتكم ولا نهضم لكم جانبا والسلام في الثالث والعشرين من ربيع الثاني عام ثلاثة وتسعين ومائتين وألف ا ه .
واعلم أن هذا العامل من أمثل عمال السلطان نصره الله وأعقلهم وأرجحهم وأنصحهم قد استعمله الملوك الثلاثة المولى عبد الرحمن وابنه سيدي محمد وابنه المولى الحسن رضي الله عنهم فظهرت كفايته ونصيحته وحمدت ولايته وسيرته وهو الآن بهذا الحال حفظنا الله وإياه والمسلمين آمين ولما احتل السلطان أعزه الله بالدار البيضاء طاف في أبراجها وأمر الطبجية بنصب الأغراض المسماة بالقريبيات في البحر ثم أمر برميها وهو حاضر وربما باشر معهم ثم اجتاز بعد الفراغ على باب المرسى ومحل وضع السلعة للتجار بها فوقف عليه وتأمله كما فعل بثغر الجديدة ووعد