@ 152 @ .
( فإن أهملت عدلا فإني مهمل % وإ ، صادفت وقت القبول فيا سعدي ) .
( وما كنت في باب القريض مبرزا % شهيرا ولكني تعاطيته جهدي ) .
( لأجل امتحاني لذت فيه بربنا % فأصبحت ذا وجد وقد كنت ذا فقد ) .
( فها أنا ضيف زائر لحماكم % وحسبي رضاكم فهو نفس المنى عندي ) .
( ويا ربنا أعط الأمير مرامه % وظفره بالمطلوب منك وبالقصد ) .
ثم إن السلطان أعزه الله نهض من الدار البيضاء ومعه الجند الوافر والعسكر المجر والجم الغفير من قبائل الحوز وأهل دكالة وتامسنا فأوقع بعرب الزيايدة أهل تامسنا وتقدم إلى رباط الفتح فدخله غرة جمادى الأولى من السنة فمكث به نحو سبعة أيام وعبر إلى سلا فزار أولياءها ودخل مسجدها الأعظم وصلى الظهر به وأمه في صلاته يومئذ صاحبنا الفقيه العلامة البارع أبو محمد عبد الله بن الهاشمي بن خضراء ودخل السلطان أعزه الله خزانة الكتب العلمية بالمسجد المذكور وتأملها ومعه يومئذ شيخنا الفقيه العلامة القاضي سيدي أبو بكر بن محمد عواد فطلب من السلطان أيده الله أن يزيد في شراء الكتب للخزانة المذكورة فأذن له بأن يشتري من ذلك ما ثمنه نحو مائة ريال ففعل وهي يومئذ بالخزانة المذكورة ووصل أيده الله علماء العدوتين ومجاهديها على العادة وقد كنت أنشأت قصيدة في غرض من الأغراض فلما اتفق قدوم السلطان أيده الله هذه المرة حولتها إلى مدحه ونصها .
( قلب كواه من النوى مقباس % فغدا به الوسواس والخناس ) .
( ونحول جسم يشتكي ألم الضنى % وجوى به تتصاعد الأنفاس ) .
( والدمع في الوجنات محمرا غدا % ولدى الوشاة به انتفى الإلباس ) .
( إن الألى يستعذبون ملامه % ما أن لهم بعذابه إحساس ) .
( قدما عذلت ذوي الغرام سفاهة % حتى غدوت بمنسميه أداس ) .
( وحسبته حلو الجنى فأساغني % من بأسه ما لا يسيغ الباس ) .
( إن الذين علقتهم قد انجدوا % بمها الخدور ودونها الحراس ) .
( أبدا أؤمل في حياتي وصلهم % واليوم قد غلب الرجاء الياس )