@ 148 @ ظهر الهلال ظهورا معتادا وتبين كذب الشهود فسجنوا ثم سرحوا بعد حين ولما قضى السلطان أعزه الله سنة العيد نهض إلى مراكش فلما قرب من زاوية ابن ساسي بين بلاد الرحامنة وزمران نزل هنالك على الرحامنة وكانوا قد حصل منهم اعوجاج وتمرض فوظف عليهم من الأموال ما أثقل ظهورهم وفرض عليهم من العسكر والخيل ما امتحنوا في أدائه ولم يقم عنهم حتى أدوا جميع ذلك وحتى خرج الأشراف والمنتسبون من أهل مراكش إلى السلطان للشفاعة فيهم والرغبة إليه في دخوله منزله فقبل السلطان أيده الله شفاعتهم وارتحل عنهم فدخل مراكش آخر ذي القعدة من السنة وكانت مدة مقامه على الرحامنة ستة عشر يوما وكان يوم دخوله إلى مراكش يوما مشهودا وفي رابع ذي الحجة بعده قبض على مائتين وثمانين شخصا من أعيان أولاد أبي السباع وكانوا قد عاثوا في ذلك الحوز على عادتهم وعظم ضررهم واستطار شررهم وخرجوا على عاملهم السيد عبد الله بن بلعيد وصالوا على القائد أبي حفص عمر المتوكي وكان القتل بينهم وبين شيعة عاملهم ابن بلعيد المذكور ففر إلى السلطان بفاس فأرخى أعزه الله لهم الحبل وأطال عليهم الرسن وولى عليهم القائد أبا عبد الله محمد بن زروال الرحماني صورة حتى اطمأنوا بذلك وأنسوا ولما قدم أعزه الله مراكش ضرب البعوث على قبائل الحوز فناب أولاد أبي السباع في ذلك ثلاثمائة فارس فقدمت مراكش بخيلها وأسلحتها وكان السلطان أيده الله يومئذ قد أخذ في عرض بعوث القبائل داخل مشور أبي الخصيصات فجاء أولاد أبي السباع للعرض فلما توسطوا المشور المذكور أغلقت الأبواب وقبض عليهم وجردوا من السلاح وحملوا إلى السجن وكانوا مائتين وثمانين كما قلنا ثم وجه السلطان أعزه الله إلى حلتهم القائد العربي الرحماني مع كتيبة من الجيش فنزلوا عليهم وأغرمهم ستين ألف ريال فأدوها في الحال بعد بيع ماشيتهم بأبخس ثمن وحينئذ بعث السلطان إلى عاملهم عبد الله بن بلعيد فاستدعاه من فاس وقدم وولاه عليهم فاطمأنوا وأطاعوا وجد السلطان أيده الله في جمع العساكر والاستعداد إلى أواخر صفر من سنة ثلاث وتسعين ومائتين وألف