@ 147 @ المرجفون بأنه يحاول الاستقلال بالأمر التفاتا إلى ما كان لسلفه من أهل ذلك الجبل منذ سبعمائة سنة وربما حن هو إلى ذلك أيضا وقد حكى ابن خلدون أن أهل ذلك الجبل كانوا في زمانه على هذا الاعتقاد .
( تخرصا وأحاديثا ملفقة % ليست بنبع إذا عدت ولا غرب ) .
واستأذن أحمد بن مالك السلطان أعزه الله في غزو هذا الكنتافي فأذن له فبعث إليه كتيبة من الجند ففضها الكنتافي فازداد المرجفون تقولا وتخرصا ثم بعث إليه ابن مالك جيشا آخر أعظم من الأول فهزمه الكنتافي أيضا وقبض على جماعة منهم باليد فمن كان من جيش السلطان سرحه إظهارا للطاعة ومن كان من القبائل المجاورة له ضرب عنقه وكانوا عددا وافرا فتفاحش أمر الكنتافي في الحوز وكاد يستحيل إلى فساد فبعث ولده إلى حضرة السلطان بفاس وكتب له بشرح قضيته وأنه مظلوم من قبل أحمد بن مالك وما ارتكبه في حق الجيش إنما هو مدافعة عن نفسه وأنه لم يقتل جنديا قط وبالغ في التنصل وتقديم الشفاعات والذبائح والعارات فأرجأ السلطان أعزه الله أمره ونهض من فاس منتصف رمضان سنة اثنتين وتسعين ومائتين وألف فوصل إلى رباط الفتح ليلة عيد الفطر فاتفق أن وقع بها نادرة وهي أن جماعة من شهود اللفيف اثنى عشر جاؤوا إلى القاضي أبي عبد الله بن إبراهيم رحمه الله ليلة التاسع والعشرين من رمضان وشهدوا عنده أنهم رأوا هلال شوال بعد الغروب رؤية محققة لم يلحقهم فيها شك ولا ريبة فسمع القاضي شهادتهم وسجلها وكتب للسلطان بذلك وهو بقرميم فارتحل السلطان في جوف الليل ودخل داره وأصبح من الغد معيدا وعيد أهل العدوتين وأعمالهما والجم الغفير من أهل المغرب الذين حضروا مع السلطان ولما كان ظهر ذلك اليوم وهو التاسع والعشرون من رمضان حقق الفلكيون من أهل الدولة أن العيد لا يمكن في ذلك اليوم وتكلموا بذلك وفاهوا به فكثر الكلام بذلك وكان جل الناس على شك أيضا ولما حان وقت الغروب ارتقب الناس الهلال والسماء مصحية ليس فيها قزعة فلم يروا له أثرا فأمر السلطان أعزه الله بالنداء وأن الناس يصبحون صياما لأن رمضان لا زال فصام الناس من الغد وبعد ذلك