@ 137 @ أعزه الله وذكر له ما عزم عليه السفلة من الدباغين فأعرض السلطان أيده الله عن ذلك وقابل بالجميل فقال الفقيه المذكور إن لم يكن شيء مما ذكرت لسيدنا فالأولى بي أن أنتقل إلى تافيلالت ولا أبقى بين أظهر هؤلاء القوم فأسعفه السلطان وبعث جملة من الحمارين لحمله وحمل أولاده ولما رأى الدباغون ذلك نفخ الشيطان فيهم وعمدوا إلى الحمارين فطردوهم وارتجت فاس وماجت الأسواق وقامت الفتنة على ساق واتصل الخبر بالسلطان أيده الله فاستدعى عامل فاس إدريس بن عبد الرحمن السراج وكان متهما بالخوض في وقعة بنيس وما ترتب عليها بعد فأظهر الطاعة والامتثال وركب بغلته يريد القدوم على السلطان بفاس الجديد فقام الدباغون دونه ومنعوه من الذهاب إلى السلطان وتهددوه بالقتل إن فعل فقعد ووقع ذلك منه الموقع لأنه كان متخوفا على نفسه ولما رأى السلطان أيده الله تمادي هؤلاء الطغام ومحكهم ولجاجهم بعد أن بالغ في إلانة الجانب والمقابلة بالجميل ومن ذلك إعراضه أعزه الله عن الكلام في أمر بنيس أمر بحصارهم والتضييق عليهم لعلهم يرجعون ثم لم يكفهم عصيانهم حتى صعدوا على منار المدرسة العثمانية وعلى غيرها مما هو مطل على فاس الجديد وأخذوا في الرمي بالرصاص حتى أصابوا بعض من كان بأبي الجلود ولما انتهوا من سوء الأدب إلى هذه الغاية أمر السلطان أيده الله بمقابلتهم على قدر جريمتهم فطافت بهم العساكر ورموهم بالكور من كل ناحية ثم اقتحمت طائفة من العسكر سور فاس من جهة الطالعة وأخذوا في النهب والقتل وعظم الخطب واشتد الكرب وفي أثناء ذلك بعث السلطان أعزه الله وزيره أبا عبد الله الصفار يعظهم ويعرض عليهم الأمان بشرط التوبة والرجوع إلى الطاعة فأذعنوا وامتثلوا وانطفأت نار الفتنة وانحسمت أسباب المحنة فعجل السلطان أيده الله بالكتابة لجميع الآفاق وتلطف واعتذر بأنهم الذين بدؤوا بالحرب والبادي أظلم ومع ذلك فبمجرد ما أذعنوا إلى الطاعة كف عنهم رحمة لهم وإبقاء عليهم وكان هذا الحادث يوم الثلاثاء رابع ربيع الثاني من السنة