@ 138 @ .
ونص كتاب السلطان أعزه الله وبعد فبعد ما كتبنا لكم في شأن ما تلقانا به أهل فاس من الفرح والسرور والاحتفال في جميع الأمور اختبرناهم وبلونا أحوالهم فألفينا أحوالهم تصدق أقوالهم فأمرناهم حينئذ برد المستفادات لحالها المعتاد كما فعلنا بمكناسة وغيرها من البلاد فامتثلوا طائعين وجدوا في دفعها مسارعين ومن جملة من أمنا عليها ابن شقرون المراكشي الأمين فلم نشعر بالدباغين أصحاب فعلة بنيس إلا وقد ملئوا رعبا وتخوفوا أن يركبوا في المؤاخذة بها مركبا صعبا فطلبوا إخراج بنيس من بين أظهرهم وإبعاده وهم حينئذ عند السمع والطاعة المعتادة فلم نساعدهم فازدادوا تخوفا وظهر منهم طيش أبان منهم تشوشا وتشوفا فتصدينا بحول الله وقوته لتربيتهم وتأنينا كل التأني في مفاجأتهم وأحجمنا حياء من معاجلتهم تأدبا مع حرمهم الأكبر سيدنا ومولانا إدريس الأزهر ومراعاة لجماعة أهل الله الأحياء والنائمة وإعذارا وإنذارا لتكون الحجة عليهم شرعا وطبعا قائمة حتى ابتدؤونا وكسروا الحرم فقابلناهم والبادي أظلم فما كان إلا كلمح البصر أو هو أقرب حتى ظهر نصر الله فهدمت دور وصوامع وخربت فنادق ومصانع كانوا يضربون منها ويتترسون بها ونهبت حوانيت ودور واستلبت أيدي الجيش أقواما منهم وأسرت أسرى وأخذوا نكالا للآخرة والأولى لكنا بمجرد ظهور سطوة الله القاهرة فيهم والفتح أمرنا بالنداء في الحين بالعفو والصفح وكف أيدي القتل والأسر عنهم إبقاء عليهم وشفقة لهم حتى يظهر مآل أمرهم ويصفوا كدر غمرهم وفي عصر ذلك اليوم ورد العلماء والشرفاء والرؤساء والعرفاء ضارعين صارخين شفعاء على شرط أداء الحقوق والتزام الشروط والبقاء على ما كانوا عليه قيد حياة مولانا المقدس من اللوازم والمغارم فشفعناهم على الشروط المذكورة وقبلناهم على التزام الحدود المحصورة وأعلمناكم لتفرحوا بنصر الله وتكونوا على بال من حقيقة الواقع ولئلا تصيخوا للأخبار الكاذبة مسام المسامع أو تلتفتوا إلى أقاويل المرجفين الذين لا يدينون الله بدين ولايريدون إلا فتنة المؤمنات والمؤمنين والسلام في رابع ربيع الثاني سنة إحدى وتسعين ومائتين وألف