@ 135 @ والسلام في السادس والعشرين من شوال عام تسعين ومائتين وألف ا ه ثم تقدم السلطان أعزه الله إلى دار ابن العامري فأوقع بأولاد يحيى فرقة من بني حسن وكانوا قد ثاروا بعاملهم عبد القادر بن أحمد المحروقي فهدموا داره وانتهبوها وعاثوا في الطرقات وأخافوها فأوقع بهم السلطان المولى الحسن أعزه الله وقعة كادت تستأصلهم وتأتي عليهم فتشفعوا إليه وتطارحوا عليه وأظهروا التوبة والخضوع فقبل توبتهم وولى عليهم ثلاثة عمال ووظف عليهم مالا له بال ونهض أعزه الله إلى مكناسة الزيتون ف 4 ي سابع ذي القعدة من السنة فدخلها مظفرا منصورا ولما احتل بها كتب أيده الله إلى الأمصار بما نصه وبعد فأنا بإثر الفراغ من أمر القبيلة اليحيوية وبناء أمرها على أساس الجد بحول الله وحصول المراد من كمال استقامتها بحمد الله وجهنا الوجهة السعيدة لوطن أسلافنا الكرام قدسهم الله بمكناسة الزيتون وتقدمنا في محلتنا السعيدة المنصورة التي أرخى اليمن والظفر عليها ستوره فلقينا في طريقنا أهل هذا القطر المغربي من البرابرة وغيرهم على اختلاف شعوبهم وقبائلهم مظهرين غاية الفرح بمقدمنا ومتبركين بيمن طلعتنا وقائمين بالسمع والطاعة لعلي جانبنا وحللنا حضرتنا السعيدة بمكناسة الزيتون في يوم كان من الأيام السعيدة المشهودة والأوقات المعدودة بل فاق ذلك اليوم السعيد بما وقع فيه من السرور كل موسم وعيد فالحمد لله على ما خول وأولى من فضله العميم وخيره الجسيم وهو المسؤول بنبيه صلى الله عليه وسلم ومجد وعظم أن يؤدي عنا وعن المسلمين شكر نعمته وأن يجرينا على ما عودنا من جزيل فضله ومنته آمين والسلام في العشرين من ذي القعدة الحرام عام تسعين ومائتين وألف ا ه .
وكان دخوله أعزه الله إلى مكناسة بعد زيارته تربة المولى إدريس الأكبر وصلاته الجمعة بها وأطال أيده الله المقام بمكناسة وفي مدة مقامه بها أوقع ببني مطير ومن لافهم من مجاط وبني مكيلد وآيت يوسي وغيرهم بعد أن طال قتاله لهم ثم اقتحم عليهم معاقلهم وانتهى إلى الموضع المعروف بالحاجب بحبوحة قرارهم ومحل منعتهم وانتصارهم بل تجاوزته عساكره