@ 134 @ الله برباط الفتح إلى يوم السبت الثاني والعشرين من شوال من السنة فنهض قاصدا مكناسة فعبر المجاز ومعه من جنود الدولة وعساكر القبائل ما يجل عن الحصر وكان نهوضه عن إزعاج بسبب ما اتصل به من خبر المولى عبد الكبير بن عبد الرحمن بن سليمان ولد الذي كان ثار لأول بيعة السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمن فسلك هذا الولد مسلك أبيه وأطمعه شياطين البربر في الملك حتى أوردوه مورد الردى وحان وسقط العشي به على سرحان ولما كان السلطان أعزه الله ببلاد بني حسن بلغه خبر القبض عليه فكتب كتابا إلى الأمصار يقول فيه ما نصه وبعد فإن عبد الكبير بن عبد الرحمن الذي سولت له نفسه ما سولت من الرأي المنكوس والحظ المعكوس كان تحزب بشياطين وأوباش من برابرة بني أمكليد وأتوا به لآيت عياش قرب فاس فلما سمع بذلك خدامنا أهل فاس وأخوالنا شراقة وغيرهم من الجيش السوسي وقبائل الصلاح قاموا على ساق في طرده وإبعاده ونفيه من ساحتهم وتشتيت رماده وقابلوه بالنكاية والوبال ورأى منهم ما لم يخطر له ببال ورجع بخفي حنين ثم بعد الطرد والإبعاد لم يبال بما هو عليه من سوء الحال ولا أقلع عما طمع فيه من المحال ولا انتبه من نومته ولا أفاق من سكرته وبقي على دورانه عند البربر إلى أن ختم مطافه بالوصول لآيت يوسي فحكم الله فيه هنالك وأتى به مقبوضا عليه وذهبت ريحه وسقط في أيدي من كان آواه من البربر وحصلوا كلهم على الخسران والخزي والخذلان وها الفتان متقف تحت يد أخينا الأرضى مولاي إسماعيل رعاه الله فالحمد لله حق حمده ولا نعمة إلا من عنده وهو المسؤول بنبيه صلى الله عليه وسلم ومجد وعظم أن يؤدي عنا وعن المسلمين شكر نعمته وأن يجزينا على ما عودنا من جزيل فضله ومنته هذا وقد كتبنا لكم هذا بعد ما خيمنا بحول الله ببلاد الصفافعة من بني حسن ومحلتنا المظفرة بالله محفوفة بالنصر والعز بحمد الله وأعلامنا المنصورة بالله رياح اليمن والسعادة تسوقها والأرباح تكفل بها سوقها وقد أعلمناكم لتأخذوا حظكم من الفرح بما خول مولانا جل وعلا من عظيم نعمه فلله الحمد وله المنة