@ 133 @ المنقبة في أوصافكم تذكر وفي صحيفتكم تكتب وتسطر فقابلوا بالصفح والإغضا عما سلف ومضى وكلنا من رعيتكم ومقتطفون من ثمار روضتكم ومستمدون من مائدتكم والظن الأقوى بكم أنكم تقبلون الشفاعة منا وتمنون على المستضعفين من رعيتكم منا وكأنا بكتابكم بضمن ذلك يتلى وكلماته أشهر من العسل وأحلى والله يتولى أمر الائتلاف بمتعود إحسانه ويجمع قلوبنا على طاعته وموجبات رضوانه حتى نكون في ذات الله إخوانا وعلى الدين أنصارا وأعوانا والقلوب بيد من له الأمر والاختيار وربك يخلق ما يشاء ويختار وإذا تعارضت الحظوظ فما عند الله خير للأبرار وخير العمل عمل قرب إلى الجنة وأبعد من النار فالواجب على كل مسلم أن يدع ما يزري بالإسلام ويهينه ولا يلتفت لدواعي القطيعة فإنها تقوي الكفر وتعينه أما علمنا أن من ورائنا عدوا يشتهي مواطىء أقدامنا وتنكيس أعلامنا تقضي أخوة الإسلام ومناصرته ومعاضدته ومواصلته أن لا يكون لجميعنا طموح إلا إليه ولا تمالؤ إلا عليه وفقنا الله لما فيه رضاه وجعل سعينا فيما يحبه ويرضاه آمين والسلام في منتصف رمضان المعظم عام تسعين ومائتين وألف ا ه .
ثم دخل السلطان المولى الحسن أعزه الله رباط الفتح صبيحة يوم الخميس التاسع والعشرين من رمضان المذكور وكان العيد يوم السبت فأقام السلطان أيده الله سنة العيد برباط الفتح وختم به صحيح الإمام البخاري على العادة وكان فقيه المجلس ومدرسه يومئذ الفقيه العلامة السيد المهدي بن الطالب ابن سودة الفاسي وحضر ذلك المجلس وفود المغرب وقضاة العدوتين وعلماؤها وحضرنا في جملتهم ومدح السلطان بقصائد بليغة واحتفل أعزه الله لهذا الختم بأنواع الأطعمة والأشربة والطيب وفرق الأموال على من حضر ثم وصل أهل العدوتين من علمائهما وقرائهما ومؤذنيهما وطبجيتها وبحريتهما على العادة وهناك قدم عليه أهل آزمور متنصلين مما صدر من عامتهم في حق محمد بن المؤذن فقابلهم بالبشر والصفح إلى أن بحث عن رؤوس الفتنة بعد ذلك فعاملهم بما يستحقونه وأقام السلطان أعزه