@ 132 @ بالحرم الإدريسي ما وصلكم ولا أظنه إلا فصل لكم لكن عمتنا ألطاف الله ورحماته وحفظ الضريح ورحباته ولم تنتهك حرماته وحمته حماته ورماته فأبوابه قد فتحت وزواره بمشاهدة أنواره قد منحت ومما في الكتاب المذكور أن السفيه إذا لم ينته فهو مأمور ولعمرك أنه ليس منا علم بذلك ولا شعور وكيف يأمر العاقل بالمحظور أم كيف يرضى مسلم بهتك حرمة الإسلام وأهله وما يوجب افتراق الكلمة من قول أحد أو فعله وقد جاء الوعيد بما يلزم من سكت وحضر فكيف بمن باشر أو أمر لكن باب التوبة والحمد لله مفتوح لمن يغدو عليه أو يروح فنسأل الله أن يمن عليهم بالتوبة من ارتكاب هذه الحوبة وقد كتبنا لسيدنا بهذا الكتاب والمدينة بحمد الله آمنة والنفوس مطمئنة ساكنة والأيدي على التعدي مكفوفة والطرق مسلوكة غير مخوفة وذلك بعد معاناة في إخماد نار الفتنة ونصب وألطاف الله تتوارد وتصب بعد أن كانت نار الفتنة توقدت وتأججت وبلغت القلوب الحناجر وبالأكدار قد مزجت وكل من له مروءة ودين وعد من المهتدين بذل في صلاح المسلمين جهده وأبدى من الفعل الجميل ما عنده ولقاضينا بارك الله فيه اليد الطولى فلم يقع منه تقصير في القضية الثانية ولا الأولى هذا وكما في علمكم أن الملك من ملك هواه ولم يغتر بهذا العرض الفاني وما أغواه وقهر نفسه عند الغضب وابتكر ما يوصله إلى الله واقتضب وأن الكريم إذا حاسب مسامح وإذا قدر عفا ولو أبدى المسيء إساءته وهفا فليتفضل سيدنا بقبول شفاعة من يضع اسمه في هذا الكتاب من العلماء والأشراف ومنهم بعدم صواب ما صدر من السفهاء إقرار واعتراف ولا يستغرب صدور الخير من معدنه والفضل من موطنه وتتحاشى أخلاقك الفاخرة وشيمك الطاهرة أن تكون شفاعتنا في هؤلاء العصاة مردودة وجماعتنا عن ساحتكم مبعدة مطرودة ولحسن الظن بكم تحمل لجانبكم الزعيم والكفيل على أن لا نرى منكم إلا الجميل فليمن سيدنا على هذه الحضرة الفاسية منا ولا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا وكيف والحلم من داركم برز وخرج وفي أوصافكم الحسان اندرج فأحببنا أن تكون هذه