@ 123 @ العربي الدرقاوي ودفن بمحل زاويته بآمجوط من بلاد بني زروال وكان من خيار عبد الله على غاية من التقوى والورع والتواضع من الناس يركب الحمار ويلبس الجبة ولا يتميز عن أصحابه بشيء مع السكينة والوقار وعدم الخوض فيما لا يعني والإعراض عن زهرة الدنيا وأهلها رحمه الله ونفعنا به وفي التاسع والعشرين من رمضان من السنة المذكورة انكسفت الشمس وكان ابتداء الكسوف على ما أعطاه التعديل بعد الزوال بنحو نصف ساعة وكاد يكون كليا حتى أظلم الجو وبقي من الشمس حلقة نورانية يسيرة ولم يمكن تحقيق وقت التجلي لتراكم السحاب وفي هذه الأيام ظهرت حمرة في السماء غريبة أرجوانية مع غاية الصحو وكان ظهورها يكون فيما بين العشاءين معظمها في جهة الشمال ودامت كذلك نحو سبعة أيام وانقطعت وفي ليلة السبت الثامن من شوال من السنة وذلك في الساعة الثالثة منها زلزلت الأرض ولم يشعر بها كثير من الناس لكونهم نياما .
وفي سنة تسع وثمانين ومائتين وألف غزا السلطان سيدي محمد رحمه الله قبائل تادلا فمر على السماعلة منتصف رجب ثم منهم لبني زمور ثم لأبي الجعد ثم منه توجه لقصبة تادلا وعبر القنطرة ونزل على بني عمير ثم زحف لبني موسى فأوقع بهم لأنهم كانوا خارجين على عاملهم الغزواني ابن زيدوح فقطع منهم خمسين رأسا وقبض على أربعين مسجونا وفي أثناء ذلك قدم عليه وفد أهل مراكش وكانوا قد ثاروا على عاملهم أحمد بن داود لكونه كان يسير فيهم سيرة غير حميدة فقدموا على السلطان متنصلين مما فرط منهم فأعرض السلطان عنهم ولم يسمع منهم كلاما ولا قبل لهم عذرا فرجعوا مخفقين ثم تقدم السلطان رحمه الله إلى مراكش وهو غضبان على أهلها وكانوا مظلومين فيما قيل إلا أنه لبس على السلطان في أمرهم فلما شارف المدينة خرجوا إليه بالعلماء والقراء وصبيان المكاتب متشفعين فلم يقف لهم ولا التفت إليهم وكان ابنه وخليفته المولى الحسن حاضرا يومئذ فتقدم إلى أهل مراكش ورق لهم وقال لهم قولا جميلا وكان هذا الحادث في رمضان