@ 122 @ المعروف بالفرنساوي وهذا الرجل من العارفين باللسان الفرنجي البصيرين بعوائد ذلك الجيل ولذا لقب بالفرنساوي وبعث معه السلطان رحمه الله كل شيء غريب مما اختص به قطر المغرب من سروج مذهبة ومناطق مزخرفة وقطائف منمقة وغير ذلك من الأعلى إلى الأدنى حتى الزليج الفاسي والمعلمين الذين يباشرون ترصيعه في محاله وحضر هذا السوق الملوك فمن دونهم من كل إقليم حتى السلطان عبد العزيز العثماني رحمه الله فكان الحال كما قال أبو الطيب المتنبي .
( تجمع فيه كل لسن وأمة % فما تفهم الحداث إلا التراجم ) .
وأقامت عمارتها ثلاثة أشهر ثم انفض الناس إلى بلادهم ولما بلغ نابليون الثالث إلى هذه الغاية فجئته وقعة البروس التي كسرت من شوكته وفلت من غربه وقبض عليه باليد وحوصرت دار ملكه باريس مدة طويلة فبلغ فيها لحم الحمار أربعة ريالات افرنك لكل رطل على ما قيل ولم تغب عنهم محنة ووقع الصلح على شروط منها ألف مليون من الريال تدفعها دولة افرانسا لدول البروس .
وفي سنة ست وثمانين ومائتين وألف وذلك عشية يوم الخميس الرابع عشر من شعبان منها توفي الوزير أبو عبد الله محمد الطيب بن اليماني المدعو بأبي عشرين وكان سبب وفاته أنه كان به داء الحصر فدخل الميضأة التي بمشور أبي الخصيصات من دار السلطان بحضرة مراكش فيقال إن مثانته تمزقت فمات رحمه الله وحمل إلى داره وصلى عليه بعد الجمعة بمسجد المواسين وحضر جنازته الجم الغفير ودفن بضريح الشيخ أبي محمد الغزواني من حومة القصور وكان رحمه الله ذا جد في الأمور ونصح للسلطان وللمسلمين .
وفي سنة سبع وثمانين ومائتين وألف وذلك ليلة الخميس الرابع عشر من ربيع الثاني منها خسف القمر خسوفا كليا بعد الغروب إلى نصف الليل وفي فجر يوم الجمعة الثامن من جمادى الأولى من السنة المذكورة توفي الولي الصالح الناسك السني أبو عبد الله محمد الطيب ابن الشيخ الأشهر مولاي