@ 121 @ الذي هو عشرة منه في المثقال تكون جميع المعاملات والمخالطات في البيع والابتياع وغيرهما بين جميع رعيتنا السعيدة في كل البوادي والحواضر وبه أمرنا جميع العمال ومن هو مكلف بعمل من الأعمال وإشاعته ليبلغ الشاهد الغائب وبه يقبل لجانب المال وأمرناهم بالعمل بهذا الأمر الذي أصدرناه وأبرمناه بحول الله وأمضيناه وأن يعاقبوا كل من عثروا عليه ارتكب خلاف ذلك وبأن يسلكوا به أضيق المسالك جزاء وفاقا على مخالفته وتعديه الحد وافتياته نعم ما سلف من المعاملات بجميع أنواعها فيما تقدم قبل تاريخ هذا الكتاب فحكمه حكم ما تقدم في السكة فلا يكلف أحد بزيادة ومن كان بذمته شيء فيما سلف يؤديه بحساب ما كانت تروج به السكة في الريال والدرهم والعمل بهذا الذي أمرنا به هو من الآن لما يستقبل إن شاء الله وبهذا يزول الإشكال فيما تقدم بين الناس في المعاملات ونسأل الله أن يخلص العمل في سبيله ومرضاته ويجازي من فضله وكرمه على قصده وصلاح نياته والسلام في ثامن شوال عام خمسة وثمانين ومائتين وألف ا ه .
وفي يوم الجمعة السادس عشر من شوال المذكور توفي البركة الخير المنتسب سيدي الحاج محمد بن العربي الدلائي الرباطي بالدار البيضاء ودفن يوم الجمعة بالزاوية المنسوبة إليه بها رحمه الله ونفعنا به وفي هذه السنة كان سوق دار البلار بباريس من أرض افرانسا وذلك أن الطاغية نابليون الثالث لما بلغ من ضخامة الدولة ونفوذ الكلمة ما قل اتفاقه لغيره من الأجناس حاول أن يتجاوز ذلك إلى أن يجلب إلى رعيته ودار ملكه كل أمر غريب في العالم حتى يجتمع عنده ما افترق عند غيره فكتب إلى ملوك الآفاق يقول إنه قد عزم على إقامة سوق بباريس في وقت معلوم وطلب منهم أن يبعثوا بتجارهم لحضورها وجلب سلعهم وغرائبهم إليها وقصده بذلك عموم النفع وتعدي الصنائع والحرف من أمة إلى أخرى فأجاب الملوك داعيه بمقتضى العرف الجاري بين الدول والعادة المقررة من عهد الملوك الأول ولم يبق إلا من بعث تجاره ونفائسه وغرائبه من الجليل إلى الحقير وكان السلطان سيدي محمد رحمه الله قد بعث تاجره الحاج محمد بن العربي القباج الفاسي