@ 118 @ إليهم والأدب في تلقي ما تعرضونه عليهم كما أننا نتحقق أنكم لحسن معاملتكم ومزيد محبتكم توصون نوابكم الذين توجهونهم للخدمة بإيالتنا السعيدة بحسن المعاملة والتقصي في ترحيب الصدر والمجاملة والوقوف عند الشروط والعمل بمقتضاها والتمام في الثاني والعشرين من ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف ا ه .
واعلم أن هذا الكتاب بديع في بابه غريب في منواله قد اشتمل من التوريات والنكات ومقتضيات الأحوال على ما يشهد لمنشئه بالمعرفة والمهارة والبصيرة والبصارة رحمه الله وفي شوال من هذه السنة مرض السلطان رحمه الله مرضا شديدا أشرف منه على الهلاك بل أشاع المرجفون أنه قد هلك واضطربت أحوال الرعية وعاد أعراب البادية إلى العيث في الطرقات واستلاب الناس بها من المارة وغيرهم وحاصر عرب عامر مدينة سلا وعاثوا في جناتها ومنعوا الداخل إليها والخارج منها وغلقت الأبواب واستمر ذلك إلى عيد الأضحى ثم ورد الخبر اليقين بإبلال السلطان وإفاقته من علته وكانت علته الداء المعروف بالخوانق بلغ به إلى حد اليأس والإشراف ثم تدارك الله المسلمين بلطفه ومن على إمامهم بعافيته فأعملت المفرحات والولائم في جميع الأمصار .
قال أبو عبد الله أكنسوس ما ملخصه لما أفاق السلطان رحمه الله من علته هذه كتب حجاب الحضرة ووزراؤها لابنه الخليفة المنتصر بالله أبي علي المولى حسن بن محمد يهنئونه بعافية السلطان فأمر هذا الخليفة أعزه الله بإخراج المدافع والأنفاض حتى اهتزت الجبال ثم دعا أيده الله الناس الدعوة الحفلا فلم يتخلف ممن كان بمراكش أحد من العقلاء فأمر أيده الله بتهيئة جنان رضوان ففتحت أبوابه وفرشت قصوره وقبابه وفجرت أنهاره حتى تفتقت أزهاره وحضر وجوه الدولة وأعيانها ورؤساء القبائل وأقيالها وكان ذلك بأثر عيد الأضحى قبل انفصال وفود العيد عن الحضرة ثم اندفع عليهم من الدار المولوية من سيول موائد الطعام الفاخر ما عم الأول منهم والآخر هذا للعامة المطلقة والأوزاع الملفقة وأما الخواص والوجوه