@ 117 @ وأعدلهم وأتقاهم وله المنزلة الكبيرة عند السلطان وعند الناس حرس الله مجادته وأدام بمنه عافيته وسلامته .
ونص الكتاب الذي وجههم به السلطان رحمه الله مكتوبا فيه اسم السلطان بداخل الطابع الشريف بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم من عبد الله المتوكل على الله المفوض أمره إلى الله أمير المؤمنين ابن أمير المؤمنين ابن أمير المؤمنين ابن أمير المؤمنين بالمغرب الأقصى وهو محمد بن عبد الرحمن وفقه الله أدام الله نصره وزين بالخيرات عصره إلى المحب الذي حل من مراتب الرياسة أسناها وحاز من خصال التقدم أقصاها وأدناها فأصبحت ألسن الرؤساء لهجة بذكره مفصحة بتسليم نتائج فكره ملك الممالك الفرنساوية السلطان نابليون الثالث بونابارتي أما بعد فموجب تحرير هذا المسطور إليكم إعلامكم بما تضمنه الفؤاد من خالص المحبة وحفظ الوداد وإننا مسرورون بما يتجدد لدينا كل وقت من عقد أسبابها وما يظهر كل حين من تشييد أركانها وفتح أبوابها فإن محبتنا معكم الشخصية زادت على ما كانت عليه في عهد الأسلاف وذلك لما جبلتم عليه من صفاء الطوية وحسن الائتلاف فإن القلوب في الوداد تتضاهى وما بني على أصل وثيق كان جديرا بأن يعظم ويتناهى وبموجب ذلك عينا للسفارة إليكم خالنا الأرضى الأنجد القائد محمد بن عبد الكريم الشرقي وهو أحد باشات جيشنا ومن كبراء رجال دولتنا مع ما تشرف به من قرابة الرحم لدينا ومعه خديمنا الأرضي الأمين الحاج محمد بن سعيد قائد سلا وهو عندنا أيضا بالمكان المكين لما تخلق به من الأدب والعقل الرصين والغرض من توجيههما تجديد العهد بكم والحرص على موالاة المواصلة معكم لما في ذلك من تأكيد أسباب المحبة بين الدولتين وتمهيد طريق الخير بين الإيالتين والظن بشيمتكم مقابلتهم بحسن القبول وتبليغهم في وجهتهم غاية المأمول جريا على عادتكم القديمة وسلوكا على طريقتكم القويمة وقد حملناهم ما في خاطرنا من أمور السياسة الجالبة لمصالح الجانبين ما يقررونه لديكم ويعرضونه عليكم ففي أخبارهم كفاية وأوصيناهم بحسن الاستماع لما تلقونه