@ 116 @ على بدنه وقاية له فقتلوه هنالك وبقي التاجر ابن جلون يعالج جراحاته إلى أن مات من آخر الليل واتهم أولياؤه ناسا من أعيان فاس بأنهم أغروا بقتله ولم يثبت ذلك .
وفي هذه السنة أعني سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف وجه السلطان رحمه الله قائد جيشه أبا عبد الله محمد بن عبد الكريم الشرقي وعامل سلا أبا عبد الله محمد بن سعيد السلاوي باشدورين إلى دولة فرنسا بباريس وكان السبب في ذلك ما أخبرني به القائد أبو عبد الله بن سعيد المذكور قال كان سيدنا أمير المؤمنين سيدي محمد بن عبد الرحمن رحمه الله قد أصحبنا كتابا إلى طاغية الفرنسيس وأمرنا بالكلام معه في شأن هؤلاء النواب الذين يبعثهم إلى المغرب وأن يكون ينتخبهم من بيوت الأعيان وممن يتصف بالتأني وحسن السيرة والوقوف عند ما حد لهم ولما وصلنا إلى باريس شرحنا ذلك للطاغية المذكور كتابة ففرح وقابلنا بمالا مزيد عليه من البرور الذي لا نقدر على شرحه مع إن إكرامنا والحمد لله لهم يفوق ذلك في الصوائر وكنا توجهنا ومعنا خيول وغيرها وأقمنا بباريس شهرا وكان مقامنا بدار كثيرة الفرش والأثاث من الفضة والمعدن ووكل بنا أمين يصير علينا حسب نظرنا وقومة يباشرون فرش المنزل وتنظيفه وغير ذلك ومعنا أصحابنا وطباخنا إلا أنهم منعزلون بمحل يخصهم وفي كل يوم تستدعينا الدولة للفرجة بمحل يسمى التياترو فيه مواعظ وحكم لمن تبصر ومتعة للنفس لمن كان حظه النظر وقد أكرمنا الطاغية بمنزله وأكرمنا الوزراء وعامل البلد والأعيان ليلا وكل واحد يجمع علينا أعيان الدولة وأهل البلد نساء ورجالا وعادتهم عند دخولك المنزل أن تحيي الزوجة ومن معها بالسلام أولا ثم بعد ذلك تحيي الرجل ورأينا من الطاغية ووزيره على الأمور البرانية من البرور والبشاشة ما جاوز الحد وطلب منا هذا الطاغية أن نبحث له في كتب التاريخ بالمغرب هل نعثر على تاريخ بناء رومة وفي أي وقت بنيت واسم بانيها ونبعث به إليه ا ه كلام العامل المذكور وهو حفظه الله من أمثل الناس