@ 115 @ المرسلة إلا في شيء واحد هو إعطاء الحق لإنسان آخر مثله فلا يجوز له أن يظلمه وما عدا ذلك فلا سبيل لأحد على إلزامه إياه وهذا واضح البطلان لأن الله تعالى حكيم وما ميز الإنسان بالعقل إلا ليحمله هذه التكاليف الشرعية من معرفة خالقه وبارئه والخضوع له لتكون له بها المنزلة عند الله في العقبى ! < إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض > ! الأحزاب 72 الآية .
واعلم أن الحرية الشرعية هي التي ذكرها الله في كتابه وبينها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته وحررها الفقهاء رضي الله عنهم في باب الحجر من كتبهم فراجع ذلك وتفهمه ترشد وبالله التوفيق .
وفي سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف كمل بناء الدار الفيحاء التي أنشأها السلطان سيدي محمد رحمه الله بآجدال من ظاهر رباط الفتح بجوار ضريح جده سيدي محمد بن عبد الله وهي دار كبيرة حسنة البناء واسعة المقاعد والفناء يقال إنها من أخوات بديع المنصور ولما كمل بناؤها أمر السلطان رحمه الله أن يختم فيها فقهاء رباط الفتح صحيح البخاري أولا وفقهاء سلا ثانيا فدخلناها في جملتهم وتقصينا منازلها ومقاعدها فرأينا ما ملأ أبصارنا حسنا وإتقانا وعجيب صنعة .
وفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف حدثت فتنة بفاس وذلك أن الناس كانوا في صلاة الجمعة بمسجد القرويين خامس ربيع الأول وكان فيهم التاجر الأمجد أبو عبد الله حبيب بن هاشم بن جلون الفاسي فلما سجد مع الناس شدخ بعض اللصوص رأسه بحجر كبير من أحجار التيمم التي تكون بالمسجد ثم انحنى عليه بخنجر كان بيده فقطع به صفاق بطنه وساوره التاجر المذكور وما بالعير من قماص ولما وقعت الضجة قطع الناس صلاتهم وخرجوا فارين من المسجد وتركوا ثيابهم ونعالهم ومصاحفهم وغير ذلك فقائل يقول إن الإمام المهدي قد خرج وآخر يقول إن الناس يذبح بعضهم بعضا في الجامع واهتزت المدينة ثم تراجع الناس بعد حين وأما اللص فإنه خرج شاهرا سلاحه حتى وصل إلى باب المسجد فكثره الناس وقبضوا عليه وانتزعوا السلاح من يده وكشفوه فإذا به قد أدار حبالا كثيرة من تحت الثياب