@ 112 @ المتذكرون والله أسأل أن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك وأن يكون لنا وللمسلمين بما كان لأوليائه وأحبائه وأصفيائه وأن يوفقنا وإياهم لما يحبه ويرضاه ويختم للجميع بخير والسلام في ذي الحجة الحرام عام ثمانية وسبعين ومائتين وألف ومن تمامه وأن علقت يوما واحدا فادفعها لحملتها ولا بد ليتوجهوا بها إلى مكناسة صح به ا ه نص الكتاب الشريف .
وفي سنة تسع وسبعين ومائتين وألف سافر شيخنا الفقيه العلامة البارع أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز محبوبة السلاوي إلى الحجاز لأداء فريضة الحج فوافته منيته بمكة المشرفة بعد الفراغ من الحج والعمرة ودفن بالمعلاة وكان رحمه الله واعية دراكة نفاعة كثير الدرس والتقييد والنسخ للكتب المعتبرة فصيح العبارة حسن النغمة والصوت عارفا بالحديث دؤوبا على سرده عارفا بالنحو والفقه وعلوم الآلة لازمناه وانتفعنا به وعادت علينا بركاته رحمه الله ونفعنا به وكنت رثيته بقصيدة ذهبت في جملة ما ذهب من شعري إذ لم يكن لي اعتناء بتقييده ومطلعها .
( ملازمة التذكار تذهب باللب % وتغري قديم الوجد بالهائم الصب ) .
وفي سنة ثمانين ومائتين وألف وذلك يوم السبت الرابع عشر من شعبان منها كانت هدة البارود بمراكش وذلك أنه كان بجامع الفناء منها فندق في بعض بيوته نحو أربعمائة قنطار من البارود وبه أيضا شيء من فحم الريش المتخذ للبارود فوقعت فيه نار وسرت منه إلى البارود فنفض وقت الغروب من اليوم المذكور والناس كثيرون حول الفندق فطار الفندق بما فيه وكانت حيطانه عادية وطار من كان حوله من الناس قيل نحو الثلاثمائة فمنهم من لم يوجد أصلا ومنهم من وجد بعضه من يد أو رجل ونحو ذلك وتهدمت كل دار كانت متلاشية بمراكش وانخلعت الأقفال من الأبواب وصرصرت السقوف والحيطان وكان الحادث عظيما وفي هذه السنة ورد يهودي من اللوندرة على السلطان بمراكش يطلب منه الحرية ليهود المغرب وذلك لأنه