@ 111 @ محمد أبو بكر عمر عثمان علي ونص الافتتاح الحمد لله الذي تدارك الأمة باللطف الكفيل بتمهيد أقطارها وتيسير أوطارها وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه الذين نصروا الدين بالصفاح والأسنة وأوضحوا أحكام السنة أخانا الأعز الأرضى مولاي الرشيد أصلحك الله وأعانك وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد فإنه لما تواترت الأنباء المحققة بعد التباسها وتواردت الأخبار التي يغني نصها عن قياسها بما ارتكبه ظالموا أنفسهم الرحامنة من أنواع الفساد التي أذاعوها وأظهروها وأشاعوها وقد كانت في صدورهم كامنة صرفنا الوجهة إليهم وطوينا المراحل من أجلهم ولما حللنا ببلادهم أرسلنا عليهم سيل العرم من العساكر المنصورة والجيوش الموفورة فما كان غير بعيد حتى أتوا برؤوس منهم كثيرة محمولة على أسنة الرماح وأسارى من مقاتلتهم مجردين من الثياب والسلاح ومن نجى منهم رجع مجردا إلا من خيبة سعيه وما سقي إلا بكأس بغيه واستولت العساكر والأجناد على جميع ما كان عند أهل الفساد ومن المعلوم أن من سل سيف البغي يعود إلى نحره ومن ركب متن الشقاق يغرق في بحره وأن الفتنة نار تحرق من أوقدها والمخالفة صفقة تعود بالخسارة على من عقدها ولما أردنا معادوتهم لقطع دابرهم وتشتيت ما بقي من رماد أثرهم تعلقوا بالمرابطين من ذوي الوجاهات وأكثروا من الذبائح على المحال وتوجيه العارات وقاموا بواجب السمع والطاعة في كل ما أمرناهم به جهد الاستطاعة فأبقينا عليهم وإن عادت العقرب عدنا بحول الله لها وكانت النعل لها حاضرة فالحمد لله الذي خيب آمالهم وأبطل أعمالهم وخذل أنصارهم وأركد أعمارهم لما اعمى أبصارهم وردهم ناكصين على الأعقاب بعد سلب الأموال وقطع الرقاب ! < ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب > ! الأنفال 13 ونعوذ بالله من الآراء المعكوسة والحظوظ المنكوسة وسوء الفعل الذي يورد المهالك والحرمان الذي يجعل البصير كالأعمى في دجنة الليل الحالك هذا ويصلكم ما قطع من رؤوس قتلاهم لتتعلق بباب المدينة ويعتبر بها المعتبرون ويتذكر بها